المستخلص: |
إن مشكلة العشوائيات بمصر ليست مجرد مشكلة اقتصادية أو عمرانية يسهل حلها، بل هي مشكلة مركبة تتداخل فيها العديد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والعمرانية والأمنية، الأمر الذي يجعل منها"قنبلة موقوتة" يمكن في حالة عدم توجيه الاهتمام لساكنها وتطويرها أن ينتج عنها العديد من الأزمات والمشكلات للدولة ككل. ولعل الجهود التي بذلتها الحكومة المصرية لتطوير العشوائيات لم تحقق النتائج المرجوة منها بسبب غياب عنصر المشاركة الشعبية في هذه الجهود، الأمر الذي أدى إلى إهدار الموارد، واستمرار معاناة قاطني هذه المناطق من العديد من المشكلات الصحية والاجتماعية والبيئية والأمنية... الخ. وتستطيع الجمعيات الأهلية- على الرغم مما تعانيه من بعض المعوقات- أن تقوم بدور فعال في تنمية المجتمعات المحلية من خلال التخطيط بالمشاركة وهو ما أوضحته تجربة جمعية الزهور لحماية البيئة، حيث تم إعداد وتقديم نموذج لخطة تنموية سنوية لمنطقة برقوق وقايتباي بمنشأة ناصر اعتمادا على التخطيط بالمشاركة تعكس أولويات الاحتياجات الفعلية لقاطني المنطقة، الأمر الذي يستدعى ضرورة دعم الجمعيات الأهلية لتفعيل دورها في عملية التخطيط بالمشاركة.
|