المستخلص: |
لقد رأس النابغة الذبياني سوق عكاظ، وجلس تحت قبة حمراء ليحكم قصائد الشعراء، ويشير إلى مآخذ في قصائدهم، ويعلن مراتبهم. وهنا تأصيل يسير للحياة الأدبية؛ لذا لا يحكم وينظر الشعر إلا شاعر، كذلك بقية الأجناس الأدبية. فمؤسف جدا أن يأتي من لم يكتب غير منهج المادة على سبورة القاعة الجامعية، أو الفصل المدرسي، ليحكم كتابا غنياً بالرسم الأدبي والخيال الخالص. النقد الأدبي لا ينظره إلا أديب، يحسن الشعر، ويبدع القصة، ويجيد الرواية، ويؤصل المقالة، وأحسبه كذلك: فلا يقنعني أن يخوض في نقد الأدب التخصص دراسياً، لأنه يدور في فلك المحاضرة. أو المتذوق أدبيا، لأنه يحكم ذوقه الشخصي؛ أو المتعلم ذاتياً، لأنه يعول على مزاجه النفسي؛ أو المحب للأدب بطبيعته، لأنه باق تحت تأثير الذوق العام.
|