المستخلص: |
إن الإسلام دعوة إلى أدب النفس لتهذيبها روحياً, ولذلك فإن أساس الإسلام الإيمان بالله واليوم الآخر وقوة العقل وتركيزه. والحق فإن هذا التوازن الرائع الذي يقيمه الإسلام بين متطلبات العقيدة والحياة الاجتماعية, هو دعوة روحية إلى الله والارتباط به فكراً وعملاً من أجل تهذيب النفس وصلقها والارتفاع بها الآفاق العليا للروحانية السامية. ولقد تناولت هذه الدراسة تكوين فكرة مجملة عن الآراء النظرية والتطبيقية البارزة التي حفلت بها مؤلفات مصطفى محمود في الأدب والفكر والثقافة, لذلك كان الهدف الرئيس لهذه الدراسة هو: بيان أهم ملامح التصوف عند مصطفى محمود كتجربة تربوية. وانبثق من هذا الهدف عدة محاور تتمثل فيما يلي: 1- تحديد منابع التصوف عند مصطفى محمود. 2- الاتجاه الفكري الذي تميز به مصطفى محمود وجعله أديباً متصوفا. 3- أهم الركائز الأساسية التي أقام عليها مصطفى محمود مبحثه في الوجود. 4- أهم محددات الطبيعة الإنسانية من منظور التصوف عند مصطفى محمود. 5- كيفية النهوض بالمجتمع المادي المعاصر من خلال القيم الصوفية. 6- كيفية الاستفادة من التجربة الصوفية عند مصطفى محمود في إصلاح المجتمع. ولتحقيق أهداف هذه الدراسة فقد جعلت المنهج الوصفي سبيلها لاستخدام أسلوب تحليل الفكرة, وذلك بالعمل على جمع الجوانب التي تتشابه مع بعضها عندما يعرض الكاتب رؤيته للتصوف من خلال دراسة جوانب الطبيعة الإنسانية حتى نخرج بصورة متكاملة عن ما كتبه أو حققه في الواقع من خلال جمعيته الخيرية, ومن ثم نتعرف وجهه نظره للطبيعة الإنسانية, كي يصل إلى هدفه المنشود. وخلصت الدراسة بمجموعة من النتائج من أهمها ما يلي: • لا صلاح للحياة الاجتماعية إلا بتحقيق العلم الذي يصل لدرجة الإحسان وهذا ما اهتمت به الصوفية. • طريق الوصول إلى العلم الحق هو صدق العبودية لله تعالى ويتحقق بالالتزام بمنهج الله واتباع صراطه المستقيم. • التربية الصوفية تربية إيمانية تهتم بتقوية الوازع الإيماني عند الأفراد ليصلوا إلى الكمال والرضا النفسي. • لا توجد مخالفة بين الشريعة والحقيقة الصوفية. • مهما بلغ علم الإنسان فإنه يظل قاصراً.
|