المستخلص: |
هذا البحث يتناول قضية مفهوم النص عند بعض دعاة التجديد ممن تبنوا مناهج التأويلية الحديثة عند تأويل النص الديني، مع نقد هذا المفهوم في ضوء مفهوم النص عند علماء أصول الفقه, والبحث يناقش مفهوم النص من خلال ثلاث علاقات بين النص والمعنى والنص والتأويل والنص والقدسية, وقد ظهر أن النص عند دعاة التجديد مفتوح على معاني سيالة لا نهاية لها، يُحَمَّل المعاني من قبل القرّاء، لا يحمل معنى واحداً يبحث عنه أهل التأويل، فالنص كائن جامد من الحروف والألفاظ، مفرغ من أي معنى، وقيمة النص لا تظهر إلا بالتأويل، وهو تأويل يخضع لمنهجية واسعة جداً، لا تقف عند تأويل، ولا تلتزم بشروط سوى العقلانية ومراعاة الظرف والواقع الذي يعيشه المؤوِّل، وهذا كله ينطلق من حصر القدسية في لفظ النص الديني دون معناه، مع عزل النص الديني عن أي معنى موضوعي قد يقيد عملية التأويل ويأسرها, في حين أن العلاقة بين النص والمعنى والتأويل عند علماء أصول الفقه تخضع لنظرية الظهور والخفاء، فالنص يأتي في أحد مراتبه جلياً واضحاً في الدلالة على المعنى الذي قصده الشارع، فيحمل دلالة قطعية، لا يجوز أن يتعداها المؤوِّل، وحين تكون الدلالة خفية فهذا لا يعنى فتح الباب لتأويل منفلت لا يخضع لضابط، بل قد نصبوا شروطاً للتأويل، ومنهجية دقيقة يخضع لها المؤوِّل، وهذا كله ينطلق من قدسية النص والمعنى عندهم، وكون النص الديني ليس كأي نص آخر من النصوص اللغوية التي تخضع لعملية التأويل، بل هو كلام الله تعالى، يحمل معاني ومقاصد مقدسة، لا يسوغ لكل أحد أن يتصدى لبيانها أو الكشف عنها، سوى من بلغ رتبة الاجتهاد في التعامل مع هذه النصوص، فهذه النصوص تحمل معاني موضوعية في نفس الأمر، لكنها أحياناً تكون صريحة ظاهرة، وأحيانا تكون خفية وتستدعي التأويل.
Text, as viewed by modern jurisprudence advocators, is open for countless meanings as text per se is meaningless, and the value of a text is only obtained by re-reading and interpretation so that the text gets produced again and again.The holiness of text has no relationship with the meaning itself; rather, it is limited to characteristics and lexical items that have no denotation. The researcher discusses this issue in the light of the relationships between text and meaning as perceived by jurisprudents.
|