ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







صورة المنفى بين روايتين عن كنعاني

المصدر: أعمال المؤتمر العلمي الرابع: فلسطين ... واحد وستون عاماً
الناشر: الجامعة الإسلامية بغزة - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: أبو ندى، وليد محمود ندي (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Abu Nada, Walid Mahmoud Nada
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2009
مكان انعقاد المؤتمر: فلسطين. غزة
الهيئة المسؤولة: الجامعة الإسلامية بغزة. كلية الآداب
الشهر: مايو
الصفحات: 505 - 530
رقم MD: 691245
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

53

حفظ في:
المستخلص: وجد الروائي الفلسطيني نفسه ينسج علاقة متميزة مع الأرض، علاقة تفوق نظرة الاستثمار والانتفاع، هذا الإنسان المقتلع من أرضه لم ينظر إليها ولم تكن علاقته معها مجرد علاقة مع مساحة مفيدة أو فضاء مزروع، بل كانت العلاقة مع الأرض في جوهرها هي علاقة مع: الذات والهوية والوطن. ودار محور الصراع في فلسطين على فلسطين " الأرض" المغتصبة، ونتجت كل معاناة الفلسطيني من بعده عن أرضه، بحيث كان البعد عن الأرض معادلا للموت، والارتباط بها يعني الارتباط بالحياة، والبحث عن الأرض " البديل" وهم وخطر سيقود إلى تشتت وضياع يصل إلى حد الموت المجاني الرخيص، وإنما تتحقق سعادة الفلسطيني بالعودة إلى " المكان الأول "، أو العمل على استعادته عبر التضحية وحمل السلاح. وتناثرت في روايتي "كنفاني" دلالات الرمز الروائي ،حين جعل من الشخصيات الثلاثة "أبو قيس وأسعد ومروان " رمزا للأخيال العاجزة التي عايشت تضليل المرحلة ،واستسلمت لخداع القيادة العاجزة "أبي الخيزران " التي فقد رجولتها وانتماءها للأرض ،وقضت جل عمرها تائهة في الصحراء العربية " القاسية" أجيرة عند قيادة معوجة السلوك والأهداف "الحاج رضا"، وينقلب المنفى كله أمام الفلسطيني إلى صهاريج أو أفران لاهبة ، فيها أناس يتقلبون في أتون الحرمان الجنسي والثراء المادي "المشبوه"، ولا يرون الحياة إلا مالا مشبوها أو جنسا حراما، كموظفي الحدود والحاج رضا وسماسرة البصرة والمهربين ، وفيه إدانة لحال الواقع العربي الذي فقد رشده وضلت بوصلته. وتأتي صرخة "أبي الخيزران " في خاتمة الرواية وعند أخر الصحراء العربية: "لماذا لم يدقوا الجدران ...؟؟؟" لماذا قبلوا أن يموتوا صامتين. ولا ندري أهي صرخة براءة من أبي الخيزران أم إدانة للجماهير التي قبلت أن تموت صامتة. مكممة الأفواه مسدودة العينين؟ إفكان مصيرها الموت اختناقا "بخيزران" القدر الذي لا يظلم، وهذه الصرخة صورة من صور نقد الذات في الروية الفلسطينية وقد أوصلت إلى القارئ صرخة حارقة عبرت عن الشعور بالذنب، متضمنة إدانة كاملة للفلسطيني ذاته، قبل أن يدينه العرب الآخرون. وتبرز تجربة "رجال في الشمس ": في صورة رواية ورؤية تسأل الماضي عن أسباب الهزيمة، ثم تفتش في سطور الحاضر عن عوامل النهوض، وتعلن في النهاية رفضها للموت أو الاستسلام له. ومثلت تجربة "أم سعد" مرحلة متقدمة في سعي الفلسطيني الدءوب نحو الأرض والحرية ، وحملت أم سعد(المدرسة والشعب) عبء التعبير عن هذه المرحلة الثورية، برمزية ابنها سعد "الجيل الثوري الجديد" المتحرر من عقد الماضي والذي قطع كل صلاته بالقيادة المتواطئة "المختار" ورفض الهجرة بعيدا عن الأرض، وإنما كانت وجهته نحو الحدود "الأرض" و"خيمة الفدائي " وما تحمله من دلالة الانتقال من خيمة المهانة والضياع إلى خيمة البطولة والكرامة و"تبرعم الدالية " في نهاية الرواية حيث كانت أم سعد :تنظر إلى رأس أخضر يشق التراب بعنفوان له صوت.. إنه صوت الفلسطيني وفعله يشق صمت الصخر العربي، بعنفوان لا يعرف المهادنة ولا يرضى بالصمت بعد اليوم. وتظل رواية أم سعد على قصرها، رواية كبيرة بشخوصها، وقضاياها المصيرية المتصلة بوجود أمة وكفاحها وتاريخها.