المستخلص: |
فانطلاقاً من شمولية الإسلام العظيم وتنظيمه لشتى نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أصبحت البنوك وشركات الاستثمار الإسلامية القائمة على التشريع الإسلامي أحد أهم المؤسسات المالية في الدول العربية والإسلامية بل والغربية على حد سواء، وقد أثبتت البنوك وشركات الاستثمار الإسلامية القائمة على المصلحة المشتركة لكل من العميل والبنك والمجتمع وجودها مع حداثة نشأتها، وذلك لارتكازها على أسس ومبادئ شرعية وفنية ومهنية واضحة ومفصلة، وقد شهدت هذه البنوك والشركات الإسلامية تطوراً سريعاً وانتشاراً واسعاً في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز العقدين من الزمان وتنوعت خدماتها ومنتجاتها لتغطي معظم احتياجات الأفراد والجماعات والمؤسسات على حد سواء. وإذا كانت البنوك بصفة عامة أصبحت ضرورة من ضرورات العصر الحديث لا تستطيع أن تستغني عن خدماتها أمة من الأمم، أو قطاع من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. فمن حق المسلم أن تكون له مؤسساته المصرفية التي تتعامل معه على أساس دينه وعقيدته وقيمه واهتماماته، فترفع عنه الحرج الذي يجده في التعامل مع المؤسسات المصرفية التقليدية. ومن أجل ذلك نشأت البنوك الإسلامية لتقدم خدماتها للمجتمع، وتيسر عليهم سبل التعامل وتبادل الأموال والثروات وتؤدي دورها التنموي انطلاقاً من التزامها الشامل بمبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية. ولعل ما يوضح ذلك تعريف البنوك الإسلامية بأنها مؤسسات مصرفية لتجميع الأموال وتوظيفها في نطاق الشريعة الإسلامية بما يخدم بناء مجتمع التكافل الإسلامي، وتحقيق عدالة التوزيع، ووضع المال في المسار الإسلامي. وإذا كانت البنوك الإسلامية قد حققت العديد من النجاحات على أرض الحقيقة والواقع بصورة لا يمكن إنكارها فإنها مطالبة بأن تستمر فيما حققته وما جنته من ثمار أعمالها وتقدمها بيد أن هذه الاستمرارية وما يصاحبها من محافظة على النجاح والمكاسب ليس بالأمر اليسير الهين إذ إن الصعوبات والتحديات تتهدها من كل جانب وهذا يقتضى منها العمل بإخلاص على مواجهة هذه التحديات والتغلب على هذه الصعوبات متخذة من الاندماج والتعاون فيما بينها وسيلة لتحقيق ذلك ولتثبت بالتجربة المبرهنة أن الإسلام الذى تتمسك بتشريعاته جوهرا لعملها المصرفي صالح لكل زمان ومكان والدليل على ذلك تواجدها الناجح في بيئات غير إسلامية وتوائمها مع تقنيات مصرفية تقليدية تخالف تمام المخالفة ركائز عملها المصرفي. من جانب آخر ينبغي على الدول والحكومات أن تنظر إلى هذه التجربة المشرقة للعمل المصرفي الإسلامي على أنها لبنة من لبنات الاقتصاد الوطني الذي يعول عليه في الأزمات والشدائد ومن ثم يكون التقدير لخصوصية عملها وتذليل الصعاب من طريقها لكي تنهض بدورها في تنمية الاقتصاد الوطني والخدمي على الوجه المطلوب منها. ومن هذا المنطلق كان هذا البحث الذي أتى في ثلاثة فصول تعرضت في الفصل الأول لبيان معنى العمل المصرفي الإسلامي ومفهومه ونشأته وتطوره والأهداف الذى حددها لنفسه (اقتصاديا، واجتماعيا.....الخ). أما الفصل الثاني فقد تعرضت فيه لنمازج من ممارسات العمل الاستثماري في المصارف الإسلامية- المرابحة والمضاربة والاستصناع والإجارة- وبينت فيه كيفية تعامل المصارف الإسلامية من خلال هذه الأوعية الاستثمارية وتفعيلها في واقع الحياة وبينت كذلك التقعيد الشرعي لهذه الأوعية الاستثمارية وضحت أيضا ما يعتورها من قصور ومشاكل في التطبيق مع إضافة مقترحات للتغلب على هذه المشاكل. أما الفصل الثالث فقد تعرضت فيه لبعض التحديات التي تواجه العمل المصرفي الإسلامي وذكرت من ضمن هذه التحديات البحث عن أوعية استثمارية جديدة، واختلاف الفتوى بين هيئات الرقابة الشرعية في البنوك الإسلامية، والتقدم التقني الذى يفرضه الواقع المعاصر، وندرة تواجد البنوك الإسلامية في العالم الغربي، والتأخر في سداد ما هو مستحق من قروض، والأطر التي تحكم العلاقة بين البنوك الإسلامية والبنك المركزية، ووجود سوق مالية للأسهم، ثم تحدثت بعد ذلك عن العولمة وما يحيط بها من أخطار على اقتصاديات الدول النامية عامة والمصارف الإسلامية خاصة، ثم عقبت على ما ذكرت من تحديات بما هو ملام لمواجهتا والتغلب عليها.
Since Islam is a comprehensive religion, Islamic Banks and Islamic Investment Companies became one of the major important financial institutions not only in the Arab and Islamic World, but also in the West too. Islamic Banks and Investment Companies - which are based on mutual interest between the bank, the customer and the society - proved their being despite the fact that they were fairly new. However, since they are based on legislative (Sharia), technical and professional clear principles, they have developed and mushroomed swiftly and in a very short while (less than two decades). Moreover, their services and products varied to cover the needs of most individuals, collectives and establishments and at a different level. If banks, in general, have become a basic essential of a modern society and economic sectors amongst others, Muslims too have the right to have their financial organization which they may approach and which is based on their religion, beliefs, values and interests. Thus Islamic Banks existed to serve the society. They were able to deal with money and play their developmental role, based on its abidance by comprehensive commitments of the Islamic Legislations. Banks therefore, could be identified as financial institutions that employ funds in accordance with Sharia in order to contribute towards the welfare of the society and to invest funds on the Islamic path. Islamic Banks, however proved excellence, they have to constantly keep that excellence which is quiet difficult to maintain. They have to face a number of challenges. They have to be sincere and willing to take the challenges through merging and cooperation so that they may prove that Islamic Finances are feasible, and that they do exist even in non-Islamic environments and that it is flexible to take in conventional techniques which may object their principles. On a different aspect, states and governments should oversee such a successful experience as the keystone to National Commerce which could be leaned on in (rainy days). Thus, it should, in return, get the appreciation and support to maintain such services and hence develop the National Commerce as required. This paper comes in three chapters; the first casts light on Islamic Financial Work, its concept, establishment, development and objectives, The second chapter I have dealt with examples of Investing practices In Islamic Banks such as (Murabaha, Mudharaba, Istisnaa and Ijara) and explained how such practices are being used in real life. I, moreover, explained the legislation of these investment portfolios. In addition, I cast more light on problems and defects which may face them and submitted solutions for such problems. As for the third chapter, it deals with challenges facing the Islamic finance including: seeking new investment portfolios, different legal opinions (fatawa), technological development, the rareness of Islamic Banks in the West, failure to pay on time with regards to debts, the framework of relations between the Central Bank and the Islamic Banks and the importance of having a financial market. I then continued to discuss globalization and how it could be dangerous on developing countries in general and Islamic Banks in particular.
|