ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التعدد اللغوي في الرواية المغربية التجريبية: نحو مقاربة سوسيولسانية

المصدر: الراوي
الناشر: النادي الأدبي الثقافي بجدة
المؤلف الرئيسي: أوعسرى، الحسين (مؤلف)
المجلد/العدد: ج29
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2015
التاريخ الهجري: 1436
الشهر: يونيو
الصفحات: 77 - 83
رقم MD: 691799
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

40

حفظ في:
المستخلص: نستطيع القول إن هذه الازدواجية/الثنائية التي درجنا على ذكرها، تعكس إلى حد بعيد واقع الوضع اللغوي في المغرب المتسم هو الآخر بالتنوع والتعدد، وتعكس أيضا النقاش ذا المنزع السياسي الحاد المواكب لهذا التعدد خاصة في السنوات الأخيرة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار تاريخ إصدار الروايات المذكورة (2007-2010)، فإن هذا يزكي ما قلناه حيث يبدو النقاش بخصوص المسألة اللغوية في المغرب أكثر حدة من ذي قبل. ومن ثمة، فإن هذا يعد وظيفة من وظائف الأدب بشكل عام والرواية بشكل خاص التي يجب أن تحتشد ما يمور به الواقع من تفاصيل بأسلوب سردي متدفق، وأن تعبر باعتبارها جنسا أدبيا يعكس تناقضات المجتمع على مختلف الأصعدة بما فيها المستوى اللغوي. على أن هذا التوظيف يبدو في كثير من الأحيان غير مبرر، ولا يستند إلى أي مسوغ فني أو فكري. فإدراج نصوص بالفرنسية والإنجليزية معزولة عن سياق السرد أمر لا مبرر له، كما أن الإكثار من الدوارج يقلص من أدبية الرواية حيث تبدو الرواية باعتبارها جنسا أدبيا وليد المؤسسة قريبة إلى لغة الحياة اليومية. صحيح أن العديد من الروائيين المحسوبين على جيل التجريب، توسلوا بالدارجة ووظفوها لكن ليس بنفس الكيفية، بل كان توظيفهم محدودا ومضبوطا، ومنهم من جرب بالعربية نفسها لما لجأ إلى الكتابة بنفس شعري مما جعل أعمال هؤلاء رصينة وصعبة في نفس الوقت لأنها ليست في متناول الجميع. إن هذه اللغات/اللهجات في هذا المتن الروائي تزاحم العربية الفصحى وتضعفها، لأنها كما قلنا تحد من طاقاتها التعبيرية وسلاستها الأسلوبية، وتلبسها لبوس الدارجة كما رأينا عندما تكتب الدارجة بأسلوبها. أضف إلى ذلك، وهذا هو الخطير في الأمر، أن هذا التعدد يقلص من دائرة تلقيها، إذ لا يمكن لهذه الروايات أن تحقق نجاحا، ولا أن تصل إلى قطاع واسع من القراء العرب، لأنهم ببساطة سيجدون صعوبة بالغة في فهم العديد من المتواليات اللغوية المحلية. كما أن الإكثار من العامية ينقلها من خاصيتها الأساسية التي هي المشافهة والتواصل اليومي إلى خاصية أخرى تعد من صلب العربية هي الكتابة. وأخيرا، نخلص إلى أن الدوارج بعد أن غزت لغة الإعلام والخطابات الرسمية والمؤسسات والمدارس، ها هي الآن تغزو مجال الكتابة السردية وغير السردية تحت ذريعة التجريب الذي يتحول في كثير من الأحيان، والحالة هذه، إلى تخريب للغة عندما يتخذها أداة لتجاوز ما يسمى بالكتابة الكلاسيكية التي حققت تواصلا ناجحا مع القراء، وشكلت شخصية الفرد اللغوية والخطابية نظرا لما تتميز به من فصاحة الألفاظ، وهو الأمر الذي لم تحققه الكتابة التجريبية بعد بهجنتها وتنويعاتها.