520 |
|
|
|a يعد منهج التحليل السيميائي- النفسي Psycho-Semiotic Analysis للصور البصرية، أحد التوجهات الحديثة لعلم النفس التجريبي (D.J.Andirson, 2002: 496)، ويعتمد التحليل السيميائي- النفسي أساساً على تحليل الرموز والإشارات التي تحملها الرسومات باستخدام (السايكو- جرفك Psycho-Graphic، (N.Golben, 2011: 268)، ويندرج المنهج القياسي المعتمد في البحث الحالي تحت هذا التوجه الذي يوفر إمكانية التغلب على صعوبات التواصل اللفظي لدى الأطفال، فضلاً عن كونه يساهم إلى حد كبير في الوصول إلى أكثر الأبنية النفسية عمقاً من خلال ما تعكسه الصورة باعتبارها مشبك الخبرات الحسية (سبك الخبرات والانطباعات الحسية المجزأة في وحدة ذات معنى) من جهة، وباعتبارها نتاج لأي فعل معرفي من جهة أخرى. (I.U.Evanech, 2010: 122). وقد هدف البحث الحالي إلى تكييف وتعديل مجموعة من المقاييس العالمية المعتمدة في ثقافات متباينة، تلك المقاييس تعد عابرة للثقافة لأنها تصلح لكل الأطفال من ثقافات مختلفة، وقد تبين من خلال التطبيق التجريبي على عينة مكونة من (60) طفل، يمثلون أعمار ومهن متباينة أن هناك خمسة مقاييس يمكن إجراءها على أطفال الشوارع في مدينة الناصرية، وتمثلت في مقاييس (رمز الحياة ورمز الأسرة) (خط الحياة) و(شجرة المشكلات)، وأداة (تحليل المهن)، وأخرى تعتمد السايكو دراما (كلعب الدور-والتمثيل) و(أداة حائط القصص) وبالإضافة إلى ذلك استخدم الباحث استمارة معلومات عن نسب التسرب عن المدرسة للعينة، وتصل الباحث إلى توصيفها وتعليمات تطبيقها تبعاً لبيئة محافظة ذي قار، وقد صنفت الصور البصرية المتحصلة من التطبيقات إلى "أنماط Category" وذلك لغرض تصنيفها إلى أنماط تمثل "التوجهات ذات القيمة في حياة الطفل" والتي تمثل القيم المحورية Core Values"، وقد ركز الباحث على المضامين الرمزية والإشارات والسيمياء التي تحملها تلك الأنماط، وقد توصل الباحث إلى أن الرسوم ذات الدلالة والخاصة برمز حياة أطفال الشوارع كانت (صور لجوامع ملونة بالسود، رسومات تعبر عن أطفال عليهم علامات الخطأ، صور لحبوب وسكائر، صورة لشخص طويل، صور تشير إلى الأب يقف مانعاً أمام بناية مدرسة، صور لقلوب دامية، صور لعلم العراق). \ وكانت الرسوم السلبية ذات الدلالة في حياة طفل الشارع (أفاعي بوجوه بشرية، شخص سمين مكتنز، صور لسياط وحمير، صور لسكاكين وأمواس، سكائر وحبوب، الشط، سهام علقوا عليها شتائم وكلمات جارحة). \ الرموز الإيجابية المتعلقة بالرسوم الخاصة برمز الحياة، تمثلت في (طريق يؤدي إلى جامع، وقد علقوا عليه مكان نظيف وأمن، قلم وكتاب، وكانت التعليقات المرتبطة به تعبر عن تمنيات الأطفال بالعودة إلى المدرسة). \ أما رموز الأسرة فقد تمثلت في (سيارة أجرة ويقف وسطها شخص يجمع النقود، أشخاص كل منهم ينظر لجهة معاكسة للآخر، صور لنقود وعلقوا عليها أم المشاكل، طفل ملقي خارج المنزل). \ وكانت الرسوم السلبية المتعلقة برمز الأسرة (صورة الأب والأخ الأكبر، صورة شيخ العشيرة، صورة لسجادة صلاة ومسبحة)، وقد تبين أن الأطفال يعانون من تاريخ طويل من سوء التغذية، وأن ما نسبته (5%) من العينة يمارسون اللواط، ويتعرض ما نسبته (2%) إلى الاستغلال الجنسي من قبل الكبار، ويتراوح ما يحصلون عليه (7 آلاف- 15 ألف)، وتصل إلى (45 ألف لبيع الخمور والحبوب المهلوسة) وتصل إلى (50 ألف، ممن يمارسون السمسرة والدعارة) ويمثل فقدان السكن ومصدر الرزق الثابت وصعوبة الاندماج في المجتمع من أقوى التهديدات التي يخبرها الطفل، وكانت آليات مواجهتهم لتلك التهديدات تتمثل في (السكن في الحواسم، وتناول الجيوب لنسيان المشكلات والسرقة)، أظهرت النتائج غياب نموذج مستقر لدى العينة، ولكن الإيجابي لدى الأطفال شعورهم بضرورة العودة للمدرسة، وتبين أن المهن التي يزاولونها لا تعد مهارية ولا تعدهم لسوق العمل، وأن أخيلة الطفل تتمركز حول مخاوفه ودفاعاته بدلاً من إبداعه ونظرته المتفائلة للحياة، وأظهر التحليل رغم كل ذلك أن الأطفال يؤمنون بعدالة العالم، وتبين من خلال التحليل أن الطفل يشعر بأنه منتمي لجماعات العمل أكثر من انتمائه لأسرته
|b The psycho- semiotic analysis of visual pictures is one of the modern phases of empirical psychology (D.J.Andirson,2002: 496).The psycho-semiotic analysis takes as its material the analysis of symbols and clues embedded in paintings via psycho- graphics technique(N.Golben,2011:268). This approach can be helpful in building communication when verbal one fails to achieve the job in the case of children. It helps also excavate the deepest psychological structures through what the painings yield as a reservoir of inner experiences(I.U.Evanech,2010:122). The present paper employs a group of trans-cultural apparatus to study the product of children who belong to different cultures. The sample which holds 60 children of different ages and professions from Nassiriya shows that these children are good for a variety of analytical approaches such as : family and life symbol, life line, tree of problems, analysis of profession and the psycho dramatic wall of stories.’ The researcher also uses a form sheet to stand at the percentage of children's serial absence from school. The paintings are classified according to the values of a child’s life which are classified as core ones. The semiotic analysis of children's paintings show a tendency for drawing mosques with black colors, pictures of children with the sign of cross on them, pictures of drugs and cigarettes’ pictures of aggressive fathers, bloody hearts and Iraqi flag. As for negative symbols in the children's life, the researcher funds pictures of snakes with human faces, fat people, donkeys, knives, whips etcetera. Positive life symbols are those of a road leading to a mosque, pencil and book, and texts of children's wishes to go back to school. As for family symbols there are pictures of a taxi with a man collecting his money with a text" mother of all problems" on the picture. A picture also show a homeless child. Negative family symbols are those of big brother and dad, tribesmen, prayer mats and rosary. The children all suffer a long history of malnutrition. 5% of the sample children are sodomite with 2% of the sample has suffered sexual abuse. The daily wages is an average of 10 to 15 thousand Iq dinars for normal jobs and 45 to 50 ousand iq dinars for prostitution, selling liquors and drugs. The children are threatened steadily by homelessness lack of normal job and difficulty of adjusting themselves to their community. What is positive about the sample is the children's readiness to go back to school because the profession they do have no skills and no qualification s. hence the children focus on their fear rather than on the creative potential they may have within them. It is surprising that the sample believes in universal justice as the children feel belonging to their work groups rather than to their real families.
|