ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







القانوانين المنظمة لحماية البيئة : دراسة مقارنة بين القانونين الأردنى والسودانى

المؤلف الرئيسي: الداؤد، خالد موسى (مؤلف)
مؤلفين آخرين: الشريف، عثمان حيدر أبو زيد (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2014
موقع: أم درمان
التاريخ الهجري: 1435
الصفحات: 1 - 330
رقم MD: 698180
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه
الجامعة: جامعة أم درمان الاسلامية
الكلية: كلية الشريعة والقانون
الدولة: السودان
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

173

حفظ في:
المستخلص: خلق الله سبحانه وتعالى الكون بما فيه وزينه، وخلق الإنسان وسخر لخدمته ومنفعته موارد وعناصر ذلك الكون من ماء وهواء وحيوان ونبات وجماد وشمس وقمر وليل ونهار وغير ذلك، وجعله خليفة عنه. ولقد هيأ له من العقل والعلم ما يستطيع أن يستفيد ويتلمس ما اشتملت عليه تلك الموارد والثروات من آيات وأسرار ومنافع وخيرات واستعمالها فيما ينفع الخلق وعمارة الكون، وقد جعل الله تعالى الإنسان خليفته في الأرض ليدير مواردها ومصادرها وخيراتها، ويتصرف فيها تصرفاً حسنا ً فحياة الإنسان على الأرض. إن الإنسان باستخلافه في الأرض لا يعنى أنه السيد الأوحد يتصرف فيها كيفما يشاء، فحق الملكية ليس حقا ً مطلقا ًيفعل فيه ما يريد، بل هو مستخلف فيه عن الجماعة والاستخلاف في هذا، أمانة حملها الإنسان ورغب في أن تكون له إرادة في إدارة وتصريف أمـور الأرض، قال تعالى؛ " إنَّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما ً جهولا ً" أما الملك الحقيقي فهـو لله سبحانه وتعالى فقد قال في كتابه الكريم؛ "له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى " ( ). وعلى ذلك فإن انتفاع الإنسان بما سخر له من موارد البيئة ومكوناتها، يجب أن يكون فى حدود طاقة احتمال وقدرة الأنظمة البيئية التي هو جزء منها، ولا يصح أن يتصرف فيها تصرف السيد المطلق دون مراعاة لأية اعتبارات أو نتائج مؤذية مرهقة للأرض قد تؤدى إلى اضطراب أنظمة البيئة فيها والإخلال بتوازنها وجعلها عاجزة عن امتصاص أثار هذه التصرفات الجائرة وإصلاح أثارها بالسرعة الكافية ودون أن تتعرض الحياة فيها للأخطار( ). فقد اهتم الدين الإسلامي الحنيف بالبيئة ومواردها المختلفة إذا كانت حية أو غير حية وأرسى الأسس والتعاليم للتعامل مع هذه الموارد والمصادر البيئية وصيانتها والمحافظة عليها، ولكن الإنسان في غمرة البحث عن المزيد من الترف والرقى وتحصيل متع الحياة انطلق يستغل ثروات وموارد الكون، بطرق جائرة وبنحو جنوني رهيب ناسيا ً أو متناسيا ً ما تحمل به من أمانة، مما أحدث اختلال في التوازن الفطري القائم بقدرة الله بين معدلات ومقادير تواجد الموارد والثروات البيئية، وأصبحنا نسمع عن التلوث والفساد الذي أصاب عناصر البيئة ونفاذ قدرتها على استيعاب ما يلقى بها من ملوثات مصدرها الأنشطة البشرية الصناعية والزراعية وغيرها، هذا بخلاف نضوب الموارد الطبيعية وانقراض أنواع عديدة من الحيوانات والطيور البرية والأحياء المائية وهو سلوك يتعدى الحدود المعقولة ويتنافى مع ما أمر به الإسلام ونهى عنه.