المستخلص: |
تعالج هذه الورقة، كما يشي عنوانها، قضيتين أساسيتين هما: عنف اللغة ولغة العنف في المشهد السياسي الراهن في السودان، وتركز على الفترة منذ مجيء نظام الإنقاذ في 30 حزيران/يونيو 1989 حتى تموز/يوليو 2015، تاريخ كتابتها. وتومئ- بدءا- إلى أن القصد من مقاربة العنف السياسي في الساحة السودانية بهذه الثنائية، أو دراسته على المستويين الرمزي والمادي، هو قصد منهجي وإجرائي محض، الهدف منه، في المقام الأول، تسليط الضوء- ما أمكن- على مظان العنف وبؤره على هذين المستويين فقط، مع تأكيد أن ظاهرة العنف، بأشكاله وصوره كافة، واضحة في المشهد السياسي في السودان وضوح الشمس. وما تتطلع الورقة إليه، كي تتسم بالجدة والإضافة، هو نقد هذه الظاهرة والتنبه إلى تداعياتها السلبية، والتنبؤ بمآلاتها الوخيمة التي ستكون أشد وبالا وأوقع إيلاما على المجتمع السوداني، فتهز كيانه هزا أكثر مما هو حاصل الآن.
This paper deals with the violence of language and the language of violence in Sudan’s current political scene, focusing on the period from the emergence of the National Salvation regime on June 30, 1989 until the time of writing in July 2015. The intention behind approaching political violence in Sudan on the basis of this duality is a purely methodological and procedural intention. It aims, in the first place, to shed light on the likely sites of violence on these two levels alone, while stressing that the phenomenon of violence, in all its forms and images, is as clear as daylight in Sudan’s political scene. The paper also aspires to critique this phenomenon, draw attention to its negative effects, and predict its grave outcomes – which are only exacerbating the predicament of Sudanese society.
|