المستخلص: |
إن الوجدان البيزنطي احتوى هويتين، هوية سياسية "رومانية"، وأخرى ثقافية وعرقية "هللينية"، برزت الأولى عن الثانية منذ القرن التاسع فصاعدا، عندما كانت مقتضيات الصراع مع الأخر سياسة، ثم تغير الوضع خلال القرن الثاني عشر، خاصة في شطره الثاني، عندما وضح أن الهوية السياسية لم تعد كافية لمواجهة الأخر الذي زعم لنفسه ذات الهوية، وأن الهوية الثقافية والعرقية هي الأكثر تمييزاً وخصوصية للبيزنطيين، وفي وقت باتت مقتضيات الصراع مع الآخر تتخذ طابع الصدام بين عرقين وثقافتين مختلفتين، ورغم بروز واحدة عن الأخرى، فإن الهويتين ظلتا في وجدان المجتمع البيزنطي، تمثلان هوية واحدة مزدوجة، فهم ورثة الرومان الأقدمين سياسياً، وهم في الوقت ذاته أحفاد الإغريق القدماء، امتداداً لعرقهم، وورثة لغتهم وثقافتهم.
|