ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







قصيدة اليوميات "احتفاليات المومياء المتوحشة" أو تطور النزعة السردية في شعر محمد عفيفي مطر

المصدر: مجلة الأدباء
الناشر: جمعية الأدباء
المؤلف الرئيسي: الجزار، محمد فكري (مؤلف)
المجلد/العدد: ع5
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2008
الشهر: أغسطس
الصفحات: 34 - 39
رقم MD: 699229
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

43

حفظ في:
المستخلص: ربما لم يتسن للشعرية العربية الراهنة، وفى مختلف الأقطار، شاعر وصل حداثتها بتراثها كما كان الحال مع محمد عفيفي مطر الذي أزعم أن قصيدته تمثل أرقى ما بلغه التطور التاريخي (وأشدد على صفة التاريخي) للشعر العربي على الإطلاق. إننا إزاء قصيدة لم تساوم على تراثها ولا على موضوعها ولا على لغتها وجماليات هذه اللغة، بل كانت تدفع كل هذا باتجاه خصوصية مطرية لا تخطئها العين للوهلة الأولى، حتى إن كل حقبة من حقب نضجها يمكن اعتبارها حواراً جمالياً مع التراث الشعري العربي ومظهراً نوعيا من مظاهر حداثته. وقد عرف الشعر العربي النزعة السردية، ووصل بها إلى حد القصيدة القصصية، ولم يخل شعر "محمد عفيفي مطر"، من تلك النزعة، مثله في ذلك مثل غيره، إلا أنه دفع هذه النزعة إلى جنس أدبي أغرق في السردية من القصص، هو السيرة، بل إلى النوع السيري الذي لم يعهد فيه إلا أن يكون تسجيلاً لوقائع اليوم بحياد يبلغ حد التوثيق التاريخي، وأعني: "اليوميات". وكان للظرف المأساوي الذي تعرض له الشاعر الفضل في إبداع ما يمكن أن نطلق عليه قصيدة اليوميات.. ففي زمان يبدأ من 2/3/91 ولا يبدو أنه ينتهي عند نهايته 13/4/91، وفي مكان لا إنساني بامتياز، أو لنقل أمكنة، تبدأ في الظهور من "لاظوغلى" إلى "محرقة" لاظوغلى" فــ "حجز لاظوغلى" وأخيراً (وربما ليس أخيرا بالنسبة لمودعين آخرين) "معقل طرة"، كان ثمة حدث ما.. إذ على وقع قصف الطائرات الأمريكية في الأقصى الشرقي من حدود هذا الذي ندعوه، أو ما ندعيه، وطناً أكبر، لم يكن ثمة من يشوش على ذكاء القنابل الموجهة (إلى إليه إلينا ليس غير) إلا شاعر واحد، ومن قبيل الصدفة التي تتمخض عنها - دائما - كل حماقات السلطة، كان هذا شاعرنا "محمد عفيفي مطر" إذن كان ثمة زمان وثمة مكان، وكان الحدث الذى لم يكن بمقدور القصيدة، في سبيل رصد تراجيديا المهزلة، إلا أن تتوسل بكل ما تقدمه اللغة من أساليب للتعبير عنه.. لوصفه.. لاكتناه إجابة واحدة واحدة لا أكثر على أسئلة لم تكتظ بها الروح فقط، بل تفجرت ألواناً قانية على صيغة حضور الروح، أعنى الجسد.

عناصر مشابهة