المصدر: | مجلة علوم وفنون - دراسات وبحوث |
---|---|
الناشر: | جامعة حلوان |
المؤلف الرئيسي: | سلامة، محمد جلال عبدالعزيز قطب (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 19, ع 1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الشهر: | يناير |
الصفحات: | 69 - 93 |
رقم MD: | 69964 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن موضوع الحديث عن الفن من حيث أنه إحساس وانفعال وإدراك وتعبير، أو هو ناتج العلاقة بين الفنان والبيئة والعادات والتقاليد، والحياة عامة بكل انعكاساتها، وأثر تلك العلاقة على أعماله، لمن الموضوعات التي أثارت جدلا كبيرا بين الفنانين والفلاسفة والعلماء. كما أن موضوع الفن بما له من مرونة التطور وحرية التعبير، يواكب دائما أي تطور وتغير في أساليب الحياة. ولقد أضاف العلم الكثير من الاكتشافات، وأضافت التكنولوجيا الكثير من المبتكرات، والتي كان لها دوراً أساسياً في معالجة الكثير من عمليات الإنتاج في كل مجالات الفنون التطبيقية المتنوعة. ولقد أتاح هذا التطور العلمي والتكنولوجي للفنان عامة، استخدام الأجهزة العلمية والمعدات والأدوات الحديثة في إنتاج أعماله الفنية. ولعل هذا التطور السريع بين الاكتشافات العلمية والتطبيقات التكنولوجية لها من جهة أخرى، قد جعل بعض الناس يستبعد بعض مجالات الفن من منظومة العمل الفني أو الإبداع الفني، وذلك لمجرد استخدام الأجهزة في إنتاج خلاصة أفكارهم وانطباعاتهم، ومثال ذلك: اعتبارهم أن التصوير الفوتوغرافي والسينمائي لا شأن للمصور فيه، إذ أن الكاميرا بإمكانياتها المتطورة تسجل الواقع الذي أمامها بمجرد الضغط على زناد التصوير، وهذه بطبيعة الحال نظرة قاصرة جدا، وبعيدة عن جوهر وحقيقة عملية التصوير، إذ أن الأجهزة الحديثة بصفة عامة، ما هي إلا وسيلة تكنولوجية متطورة، ابتكرها الإنسان وطورها، نتيجة للعديد من الاكتشافات العلمية، والتي أدت في النهاية إلى ظهور التصوير الفوتوغرافي، ومن بعده التصوير السينمائي، هذا الفن الذى ارتبط منذ ولادته بالأجهزة والمعدات، ومنذ ذلك الحين، تتطور أجهزة ومعدات وأدوات التصوير وأساليب تطبيقاتها واستخداماتها في العديد من مجالات الحياة، وفى مقدمتها فن التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، الذي قدم فناً جديداً يتناسب مع متطلبات الحياة العصرية، التي تتسم بسرعة الحركة، وأصبح للصورة رسالة في كل مجالات الحياة، ومنها الإنتاج الفني للتعبير عن مجمل الحياة الإنسانية، في شكل صور فوتوغرافية أو أفلاماً سينمائية. وعلى الرغم أن الصورة الفوتوغرافية أو السينمائية تعتمد في إنتاجها على آلات التصوير وأجهزة الطبع والمعالجة بصفة عامة، إلا انه لا يمكن اعتبارها مجرد تسجيلا للواقع، وإنما هي في واقع الأمر تعبيرا عنه، من خلال رؤية المصور الفنان. وما الأجهزة إلا وسائط، لتنفيذ تلك الرؤية، ويعتمد هذا التنفيذ على كيفية تطويع إمكانيات تلك الوسائط، واستخدامها الاستخدام الأمثل، وبالشكل الذي يترجم رؤية المصور إلى عمل فني. وإذا نظرنا إلى واقع المصور، سنجده يقوم بعملية الاختيار أو الانتقاء من بين عدد من البدائل التي يستطيع أن يعبر من خلالها عن مضمون الصورة أو اللقطة، ولا دخل لعملية التسجيل التي تقوم بها الكاميرا في عملية الاختيار تلك، ومن أمثلة ذلك: الدور الذي تقوم به الإضاءة في خلق الجو التعبيري للشكل والمكان والزمان بما يحقق رؤية المصور في التعبير عن الفكرة أو الموضوع، ولذلك اطلق عليه فن التصوير الضوئي، أو الرسم بالضوء، وأيضا الاختيار المناسب لكل من زاوية الكاميرا، البعد البؤري للعدسة، حجم اللقطة، المرشحات الضوئية، ... إلى آخره من عناصر وأساليب التعبير المختلفة لهذا الفن. فهي إذن عملية إعداد مسبق للصورة من حيث الشكل والتعبير عن المعنى المطلوب إيصاله للمشاهد، وما الكاميرا إلا وسيلة لتسجيل هذا الإعداد. ودراسة أساليب التعبير الاختيارية المتاحة للمصور، والتي تعتبر إحدى أهم الوسائل المستخدمة في خلق التشكيل الفني المعبر عن مضمون اللقطة في إنتاج الفيلم السينمائي، هي محور هذا البحث. |
---|---|
البحث عن مساعدة: |
777904 |