المستخلص: |
يشهد لفظ الماء حضورا واضحا في الشعر العربي القديم، ساعد على حضوره تعدد دلالاته اللغوية والدينية والمعرفية وارتباط هذه الدلالات بالحقيقة حينا وبالخيال حينا أخر فكان الماء محور حياة الإنسان إيجابا وسلبا أقام بقربه الحضارات وأقام بقربه ومن أجله الحروب والغارات. وفي شعر المتنبي نلحظ حضور لفظ الماء مرتبطا بسياقات عدة تكشف عن علاقات تربط بين أكوان شعرية كثيرة التردد في قصائدة فتتداخل مع الماء تلك العوالم التي ارتبطت في الثقافة العربية بالماء تشبيها به، أو وصولا إليه أو ذودا عنه أو تحديدا لنوعه تمثلت هذه الأكوان الشعرية في عوالم مختلفة الدلالات منها الوجه والشبية والكرم والسحاب والخيل والجياد والسيف والدم .. صنع الماء من خلال الارتباط بهذه الأكوان الشعرية وشائج قوية مكنته من الخروج عن حدود المعني المعجمي إلى سعة المعني الدلالي. وبما أن شعر المتنبي ما هو إلا معرض لأدوات القتال وصدي الموسيقي الحرب فإن ارتباط الماء بهذه الجوانب فجر فيه معاني القوة ودلالاتها غير أننا نلمس بين الماء والدم علاقات أكثر قربا تتبني على ما بينهما من تشابه في أن كليهما ذو قوام سائل وكليهما وثيق الصلة بالحياة والموت لذلك أصبح للماء تداخل مع الدم، كما أن للدم تداخلا مع الماء على النحو الذي تكشف عنه الدراسة المبنية على دلالات القوة والمنعة فقط لقربها من دلالة الدم.
Water features prominently in old Arabic poetry because of its multiple cultural, linguistic and religious connotations in which reality and fantasy coexist. It was also the driving force behind the civilizations they founded and the wars they launched .Al-Mutanabi’s poetry makes extensive use of the imagery centered around water which is highlighted in its associations with other elements of the Arabic poem such as horses, clouds, generosity, hospitality and blood .The relationship between water and the latter is the focus of the present study as both stand for life and death.
|