| المستخلص: |
نبدأ هذا المقال بعرض نقدي لمفهوم الصحة النفسية الإيجابية كما قدمته مارى ياهودا في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي. أخذه أو تأثر به كثير من علماء النفس الغربيين والمتلمذين عليهم في جميع أنحاء العالم. ويستند نقدنا إلى أن هذا المفهوم إنما جاء من وحي الإطار الحضاري الغربي الذي يقوم أساسا على الفلسفة الفردية، وكأنه الإطار الحضاري الأوحد في العالم. وهذا غير صحيح، والصحيح أن هناك أطرا حضارية أخرى تقع على مواقع مختلفة بتدريج متصل يمتد من أقصى الفردية عند أحد القطبين إلى أقصى الجماعية عند القطب الآخر. وبناء على ذلك يكون من الضروري إعادة النظر في مضمون الصحة النفسية الإيجابية الذي جاء من وحي الإطار الحضاري الغربي/ الفردي. على أن نستبدل به مضمونا آخر يقوم على مراعاة قواعد النسبة والتناسب بين "الفردية" و "الجماعية". في هذا السياق قدمنا مفهوم "اللياقة النفسية" ليشير إلى مستوى معين من الصحة النفسية/ الاجتماعية/ الحضارية للفرد. وقد خصصنا جزءا كبيرا من المقال لتعريف مفاهيم الفردية، والجماعية، والحضارة أو الإطار الحضاري. ثم انتقلنا إلى تحديد الأبعاد الخمسة الرئيسية للياقة النفسية للفرد. ثم ختمنا المقال بإثارة عدد من الأسئلة المنهجية التي تتعلق بهذه الأبعاد.
In this article we discuss, critically, M. Jahoda's conception of 'positive mental health', which became rather influential among numerous psychologists, westerners as well as non-westerners. We propose that this conception was, indeed, intimated by the western cultural framework which is basically 'individualistic'. Yet, H.C.Triandis made it clear that there was a whole host of other cultures which occupied different positions on a continuum extending from extreme individualism on one pole to extreme collectivism on the other. It is, therefore, suggested that the prevailing Jahoda's conception should be replaced by another that takes into account some sort of interplay between individualism and collectivism. In this context we present 'psychological fitness' as a suitable substitute to replace 'positive mental health'. Psychological fitness is conceptualized as implying an optimal level of psycho-socio cultural health produced by the occurrence of some sort of harmony among individually based psychological processes while interacting whith different socio-cultural context. Five main dimensions of psychological fitness are defined, and ensuing relevant methodological problems are discussed.
|
