المستخلص: |
مثلت المدينة النبوية بكيانها الديني والمعرفي المتفرد، أصل المذهب المالكي الذي تبلور في القرن الثاني الهجري، على يد مؤسسة الأشهر الإمام مالك بن أنس (ت 179ه/ 795م)، لينهض أحد المذاهب الإسلامية المستقلة والمعتمدة عند أهل السنة، ولعل المتأمل في الدراسات التي أرخت لهذا المذهب، سيلحظ أنها عنيت بالتأريخ له في الأمصار والبلدان الأخرى على مر العصور. أما عن التأريخ للمذهب المالكي بالمدينة النبوية ذاتها، فقد اقتصرت البحوث وانصبت على الفترة التي عاشها مؤسس المذهب، غير أننا لم نقف على دراسة وافية اضطلعت برصد الأطوار وتتبع المنعطفات التي مر بها هذا المذهب بالمدينة من بعد وفاة الإمام مالك حتى نهاية العصر المملوكي، وهذا ما نهض باعثا لدى كاتب هذه السطور لخوض غمار هذا الموضوع، للوقوف على دقائقه وأبعاده، من خلال هذه الدراسة الموسومة بـ "المذهب المالكي بالمدينة النبوية 179-923ه/ 795-1517م". وعلى هذا سيعني الباحث بمعالجة موضوعات الدراسة من خلال المحاور الآتية: أحوال المذهب المالكي بالمدينة بعد وفاة الإمام مالك. وفي كل من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي.
Medina was the cradle of Maliki Doctrine, which was founded in the second Hijri century, at the hands of Imam Malik ibn Anas 179) AH / 795 AD to become one of the four Islamic Doctrines for the Sunnis. It is noticeable that studies probing into this doctrine predominantly focused on its history in places other than Madina. Dealing with its history in Medina, research has usually focused on the period in which Imam Malik lived. No comprehensive study was previously undertaken to trace its different phases following the death of Imam Malik till the end of the Mamluk period. The present study addresses this long neglected aspect investigating Maliki doctrine in Madina after the death of Imam Malik, in the Fatimid era, in the Ayybid era and the Mamluk era.
|