المستخلص: |
يسعي هذا البحث لدراسة البيئة الفيزيقية والبني التحتية بكليات الاقتصاد والعلوم الإدارية بالجامعات السودانية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي والعنف الطلابي بهذه الكليات، وتركز الدراسة اهتمامها بالبيئة الفيزيقية المشيدة خاصة فيما يتعلق بالقاعات والمكتبات ومكاتب الأساتذة والمعامل، والكافتيريات، والمصليات، ودورات المياه والتشجير، والخضرة والميادين الرياضية. وتنبع أهمية هذه الدراسة من أن هناك غاية وهدف لكل بيئة فيزيقية، ويتطلب ذلك الهدف أن تنعكس غاياته على التصاميم الهندسية والنفسية لمجموعة البنايات التي تؤدي الغرض منه، فتصميم المستشفى ومناسبة مكانه يختلف عن الكلية الجامعية والسكنة العسكرية. وتروي لنا كتب تاريخ العلوم أن الرازي عندما سئل عن أنسب الأماكن لبناء مستشفى بغداد، ذبح جذره ووزع لحمها على عدة أماكن من بغداد، فاختار المكان لم يتعفن لحمه بعد ثلاث أيام، ويشير هذا إلى أن المعايير المحكية لصلاحية البناء للكلية الجامعية يرتبط بالموقع والمساحة والتكوينات الداخلية من تهوية وإضاءة وماصات الصوت ومكبراته حتى يتم تفادي الإعاقات السمعية والبصرية. توطئ هذه الدراسة لنتائجها بتأسيس نظري يهتم بتأثير البيئة الفيزيقية على السلوك الطلابي من حيث التحصيل والعنف والعدوان، بالإضافة إلى رصد واقع كليات الاقتصاد والعلوم الإدارية بالجامعات السودانية، من حيث البيئة المشيدة والبنيات الأساسية، وتحليل هذا الواقع من حيث تحقيقه لأهداف العملية التعليمية ومن ثم تقديم التوصيات بشأنه. وتعتمد الدراسة على التقارير الميدانية للجنة الدراسات الاقتصادية والملاحظات والمشاهدة الميدانية، كما تعتمد على المقابلات للطلاب الجامعيين في هذه الكليات ولأساتذة هذه الكليات للتحقق من توافقهم الدراسي واتجاهاتهم نحو البيئة المحيطة في الوقت الذي سعت فيه الدراسة للتحقق من الرضا الوظيفي لدي الأستاذ الجامعي خاصة فيما يخص بعد البيئة الفيزيقية. افترضت الدراسة عدة فرضيات سعت لتحقيقها أهمها: 1-وجود علاقة ارتباطية بين البيئة الفيزيقية والتحصيل الدراسي للطلاب 2-وجود علاقة ارتباطية بين مساحات الخضرة والأشجار والميادين والعنف الطلابي 3-وجود علاقة بين مكاتب الأساتذة واستراحاتهم والرضا عن العمل لديهم 4-تتسم اتجاهات الطلاب نحو البيئة الفيزيقية حولهم بالسلبية 5-وجود فقر بيئي بكليات الاقتصاد والعلوم الإدارية بالجامعات السودانية فيما يخص: أ-عدد القاعات وحجمها ومظهرها الخارجي وتكويناتها الداخلية ب-ضيق المكتبات وعدم تناسب مقاعدها مع عدد الطلاب ج-ضعف الخدمات الطبية والصحية وعدم كفاية دورات المياه د-عدم وجود عدد من المكاتب يتناسب مع عدد الأساتذة وضعف تأسيس الموجود اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي حيث سعت إلى رصد الواقع وتحليله والخلوص بنتائج منسجمة مع الإطار النظري ومؤسسة على مبادئ وأساسيات علم النفس البيئي.
|