| المستخلص: |
واجهت الدولة الإفريقية المعاصرة إشكاليات جمة منذ الحقبة التي استقلت فيها عن المستعمر في منتصف القرن الماضي، والتي كانت أبرزها عملية بناء الدولة والمؤسسات والإصلاح السياسي، خاصة في ظل استمرار إرث الدولة الاستعمارية التي كرست أوضاع سياسة أقعدت القارة السمراء عن بلوغ غاياتها وأشواق شعوبها. ولعل أبرز التحديات السياسية التي واجهتها الشعوب الإفريقية بناء دولة المؤسسات (القانونية) التي تقوم علي أسس العدالة والتي تم سلبها في معظم الدولة الإفريقية نتيجة لسيطرة نخب وجماعات أثنية معينة تغولت على السلطة السياسية، واستخدمتها كمغانم لتحقيق مصالحها، ولضرب جماعات أخرى منافسة، مما أدى إلى انتشار أنظمة فاسدة تشترك في خصائصها مع اختلاف طفيف في بعض التجارب التي حققت نجاحات لاحقة، وهو الأمر الذي جعل الإصلاح أمرا ضروريا في ظل التحولات الدولية والاهتمام العالمي بقيم حقوق الإنسان والديمقراطية كثقافة عالمية تتسابق الدول في تبنيها، سواء أكان ذلك بقناعة راسخة ورغبة حقيقة أم خضوعاً لإرادة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تفرض الديمقراطية والشفافية شروطاً لتقديم الدعم للدول، ومن هنا تأتي أهمية المنظمات والمؤسسات والتكتلات الدولية في عملية الإصلاح السياسي التي تعتمد على المنظمات الإقليمية في سياساتها وفقاً لما جاء في ميثاق الأمم المتحدة. ويستخدم الباحث في الدراسة منهج النظم لديفيد أستون لتوضيح العلاقة بين عملية الإصلاح السياسي والنظام السياسي باعتبارها مطالب (مدخلات) ترد للنظام السياسي، ودور الاتحاد الإفريقي في هدي الدول الإفريقية للإصلاح. وتفترض الورقة أن للاتحاد الإفريقي جهوداً مقدرة في عملية الإصلاح السياسي ولكن هنالك بعض التحديات والصعوبات التي تواجهه، بعضها يتعلق بالظروف الداخلية للدول التي تواجه تحديات سياسة جمة-(عدم استقرار سياسي، هيمنة نخب، ضعف المؤسسات السياسية، غياب ثقافة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة)- قد تعيق الإصلاح السياسي في القارة، بينما يتعلق البعض الآخر بالجوانب الإجرائية والتنفيذية للإتحاد تحد من جهوده.
Contemporary African countries faced several problems inherited from colonization since mid 19th century. Among which is state-building process, institutions and political reform, especially in presence of colonial legacy that devoted complicated political situations and crippled African continent from achieving its aims and longings. Perhaps the most notable political challenges faced by African peoples is institutionalization of estate building based on principles of justice which robbed in most African state as a result of control of certain elite and ethnic groups coming to thrown by power, up using authority to achieve their own interests, and weakening the other competing groups. This situation finally led to spread of corrupt regimes with a slight difference in experiences in some countries that achieved successes later. This situation made reformation process necessary particularly in the light of international changes and global attention to human rights values and democracy as a global culture adopted by several countries, whether convictional or submissive to international community and international organizations will. Thus there is growing demand for importance of organizations, institutions and international agglomeration in process of political reform that depend on regional organizations in their policies, according to the Charter of the United Nations. The researcher adopted systems approach of David Aston to clarify the relationship between political reform process and political system as input demands to political system, and role of African Union to guide African countries to reformatory process. The study proposes that African Union devoted estimated efforts in the process of political reform, but faced by some challenges and difficulties, some of them relate to internal states problems such as political instability, elite control, political institution fragility, absence of democracy and peaceful transformation culture for power. Such problems may hinder political reform on the continent, while others relate to procedural and executive aspects of African Union.
|
