ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







ثقافة الموت مابين مدينة كرمة القديمة والمعاصرة

المصدر: مجلة الدراسات الإنسانية
الناشر: جامعة دنقلا - كلية الآداب والدراسات الإنسانية
المؤلف الرئيسي: عثمان، سعاد عثمان بابكر (مؤلف)
المجلد/العدد: ع5
محكمة: نعم
الدولة: السودان
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: يناير
الصفحات: 69 - 79
ISSN: 1858-6090
رقم MD: 702591
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

39

حفظ في:
المستخلص: يذكر تاريخ علم الآثار أن الاثاريين منذ المراحل الأولى لتبلور العلم قد استخدموا المقاربات الإثنوغرافية (Ethnographic Analogy) لتفسير الظواهر الأثرية، وذلك بدراسة المجتمعات البدائية المعاصرة بحثا عن ظواهر في حضارتها قد تكون مماثلة لظواهر في الحضارات القديمة موضوع الدراسة، مما قد يساعد في فهم الحضارات القديمة المعنية، إذ أن الأسلحة والأدوات المستخدمة حاليا من قبل الجماعات البدائية تسلط الضوء على مثيلاتها المكتشفة في المدافن القديمة. كما أن المعرفة بالجماعات البدائية المعاصرة وأنماط حياتهم يمكن أن تساهم في رسم صورة أسلافنا وطرق تكيفهم. لذا فقد جاءت الحاجة إلى مادة إثنوغرافية ترتكز عليها المقاربة، فبرز الإثنو اركيولوجي لدراسة المجتمعات التقليدية المعاصرة من منطلق أثاري لكشف العلاقة الماضية بين السلوك البشري والحضارة المادية. وربط الخصائص الديناميكية في النظم التقليدية المعاصرة بالأنماط الأثرية. كما أن غياب النشاطات الحضارية التي أدت إلى تكوين السجل الأثري يفرض علينا أحيانا النظر إلى الحاضر المماثل. لذا فإن استخدام الحاضر لخدمة الماضي من الأهداف المثيرة والمهمة في علم الآثار، فقد ذكر بنفورد في الثمانينات من القرن العشرين أنه قد آن الأوان للنظر وعن قرب للعلاقة بين الماضي والحاضر . ونعني بذلك استخدام مبدأ المشابهة (Analogy) الذي يعتبر من أهم الآليات لوصل الفراغ ما بين الماضي والحاضر، وهو عملية تحليل تفترض وجود تشابه بين الأدوات في بعض الخواص والتي تؤدي إلى تقاسم بقية الخواص الأخرى. وهو يقوم على استخدام ظاهرة معروفة ويمكن تمييزها، من أجل تمييز ظاهرة أخرى غير معروفة ولكنها من نفس النوع. (Binford: 1983: p19) ولعل محاولة استخدام الحاضر من أجل تفسير الماضي أيسر من محاولة جسر الفراغ ما بين الماضي والحاضر، فبالرغم من الأثاث الجنائزي الغني والذي وجد بوفره في القبور الكرمية القديمة والذي عكس لنا طبيعة تلك الطقوس المعقدة التي كانت تمارس في تلك المقابر (الجبانة الشرقية) إلا أنه لم يدل أبداً على نوع هذه الطقوس والكيفية التي كانت تمارس بها. نسبة لصعوبة ملء هذا الفراغ ما بين كرمة القديمة وكرمة الحالية، يعتبر استخدام مبدأ المشابهة ما بين هاتين الفترتين أكثر أمانا وجدوى. لذا يمكننا وعن طريق معرفتنا لعادات وطقوس الموت الحالية والعادات القديمة التي استطعنا التوصل إليها من خلال دراسة وتحليل المواد الأثارية الموجودة في المدافن، أن نشير إلى أن هناك امتداد وتواصل ما بين هذه العادات منذ القدم وإلى الآن. حتى وأن اختلفت طريقة الممارسة حاليا لكي تتناسب مع قيم ومعتقدات الدين الإسلامي، فالعنقريب والحصى والحجارة والقرابين كلها أدلة تشير لاستمرارية في الأدوات واختلاف طفيف في الممارسة، ولكنها لا تخرج من دائرة طقوس الموت لأن التمسك بهذه العادات (والتي تعتبر مجرد بدع من وجهة النظر الإسلامية) وبتلك القوة يشير إلى أنها عميقة الجذور وممتدة منذ القدم. يظل باب التساؤل في هذا الأمر مفتوحا أمام جميع الباحثين والمهتمين بهذا النوع من الدراسات، لإجراء المزيد من البحوث من أجل تسليط الضوء على هذا الطقس الهام من طقوس دورة الحياة البشرية.

In one of the most fertile areas in the Nile valley, with a wide flood plain annually irrigated by, the Nile floods, round the present town of Kerma in Northern Sudan, a local state emerged sometime in the 3rd mill. B.C. This state extended its administrative power, and moreover its cultural influence, over most of Nubia. Though no habitation sites there recovered, it was identified be its royal center, it characteristic pottey, and it burial customs, the latter included grave superstructure, burial pit, body orientation, offerings, among others. Some of these are inherited in the local culture1

ISSN: 1858-6090