المستخلص: |
فإن التأثيرات الثقافية لحركة الحجيج في بلاد الشناقطة هي تأثيرات متنوعة، وتتعدد بتعدد البيئات الـتي تنتمي إليها الروافد الثقافية. كما أن تداخل هذه الروافد ترك بصماته واضحة في الحياة الثقافية للشناقطة، حيـث كـان إمامهم في الفقه مالك ابن أنس وهو مدني، وإمامهم في القرآن هو نافع ابن عبد الرحمن الليثي وهو مدني، أما إمـامهم في العقيدة هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري وهو عراقي بصري، وفي النحو إمامهم الخليل ابن أحمد وتلميذه سيبويه وهما بصريان. ولا شك أن هذا التواصل الثقافي بين المشرق والمغرب من جهة وسكان الصحراء من جهة أخرى، من خلال حركة الحج والقوافل، كان له الفضل الكبير في تمكين الشناقطة من استجلاب الكتب والمتون العلمية وتدعيم جسور التواصل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بين جميع شعوب المنطقة.
|