المستخلص: |
فضلا عن أن الاستيعاب يعنى الاندماج في النظام التعليمي، فهناك أيضا ((استيعاب)) يشير إلى استيعاب المعرفة، وهما عمليتان مختلفتان، سارتا جنبا إلى جنب في البداية، ولكنهما بدأتا - بسبب توسع النظم التعليمية - في التشعب. ورغم أن السكان ككل، بما فيهم القطاعات الاكثر حرمانا، قد حسنوا من مستواهم التعليمي عبر العقدين الماضيين، فإن ما بذل في الآونة الأخيرة لإظهار أية جهود ملحوظة لم يكن شيئا مذكورا. ويبدو الامر كما لو ان العملية قد وصلت للذروة، بسبب ممارسات التهميش التعليمي التي ترسخت لدرجة أنها تعيد تكرار نفسها باستمرار. ولقد فقد النظام التعليمي ركائزه بسبب الحاجة إلى توجه جديد مع ظهور مجتمع الاتصالات والمعلومات، الأمر الذى يتطلب تعريفا جديدا للمعرفة التي انسلخت عن جذورها. ولابد أن تكون فكرة الاندماج أيضا، فكرة رئيسية، بالإشارة إلى البحث عن مجتمع أكثر عدالة وديمقراطية. وهذا يقتضى بالضرورة استحداث عدد من وجهات النظر أو الاتجاهات الرئيسية عند تقييم التعليم الشامل. وهناك وجهة نظر أيديولوجية سياسية تعنى تنمية مبدا العدالة والديمقراطية في إطار التعليم كحق، والجانب الإبستمولوجى (المعرفي) - الذى ينطوي على دعم التوجه التعليمي الجديد في آخر مستجدات نظرية التركيب Theory of complexity، والجانب التربوي الذى ينطوي على تبنى ضروب التقدم التي تمت في علوم التعليم الجديدة بهدف تطوير "تكنولوجيا جديدة للإنتاج التعليمي" (فن التعليم)، سوف تضمن قدرة كل السكان علي التفكير المنطقي، ووجهة النظر المؤسسية التي تتطلب مراجعة فكرة "نظام المدرسة"، واندماج القطاعات المؤسسية الأخرى من خلال اعتبار المجتمع ككل عنصرا فاعلا في توفير "بيئات تعليمية".
|