المستخلص: |
اندلعت موجات من العنف الدامي في كينيا نتيجة للانتخابات التي تعرضت لانتقادات حادة. ويكمن جوهر الصراع في الانقسامات العرقية المتفشية في تلك الدولة، وهكذا تورطت الجامعات الحكومية في الصراع، واتخذ هذا الأمر في بعض الأحيان تعاطف الطلبة، والجامعات، وهيئات التدريس مع أحد الاتجاهات أو الآخر، واحتدم الخلاف بين كل فريق والآخر، وأدى ذلك في نهاية الأمر إلى عجز التعليم العالي في كينيا عن المشاركة في عملية التنمية. وتهدف هذه الدراسة –التي بين أيدينا -إلى استكشاف الطريقة التي اشتركت فيها الجامعة وإدارييها في عملية التنمية، وعن طريق الحوار مع أفراد معهدين من المعاهد الحكومية أمكن توصيف وفهم مساهماتهم في تلك العملية. وقد أسفرت البيانات التي قمنا بتحليلها في ضوء انتقال عدوى الصراع من فئة لأخرى عن أن الجامعات قد غيرت من سياساتها وممارساتها كي يمكنها التكيف مع الآثار التي خلفتها الصراعات، ومن ثم أمكنها تحويل دفة الصراع، وتغيرت أفكار المشاركين في الدراسة من حيث علاقات المعاهد والأفراد داخليا وخارجيا، وكذا الأهداف التي يسعون لتحقيقها. وترمي هذه المقالة إلى تحقيق هدفين. الكشف عن مساهمة الصراع في تغيير المفاهيم الخاصة بإرساء أسس السلام، وتقديم عمل للممارسات التي تشغل اهتمام الجامعة، والتي قد تؤدى إلى تخفيف حدة الصراع. وتكشف المقالة كذلك كيف أدى الصراع إلى تغيير رؤى المشاركين فيها حول العلاقات فيما بينهم، وحول التعليم العالي، وكذا التنمية في بلادهم. علاوة على ذلك، اكتشفت هذه المقالة العلاقة بين معتقدات المشاركين بشأن بناء أسس السلام وعملية التنمية في كينيا.
|