ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الأحاديث الواردة فى قبض العلم: رواية ودراية

المصدر: مجلة الحكمة
الناشر: نخبة من علماء الدول الاسلامية
المؤلف الرئيسي: إبراهيم، محمد إسحاق محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع51
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: ابريل
الصفحات: 239 - 306
رقم MD: 707459
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

77

حفظ في:
المستخلص: الحمد لله رب العالمين ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما مزيدا. وبعد: فإن مسألة قبض العلم وانتشار الجهل من الأمور التي ابتليت بها الأمة ، وجرت عليها أضرارا عقدية وأخلاقية واقتصادية ، وقد أولتها السنة النبوية عناية كبيرة وحذرت من شرها وضررها على مستقبل الدين وبينت أنها من أمارات الفتن واقتراب الساعة ، لذلك كان من المهم أن أوضح أخطارها، لكي تجتنب الأمة المزيد من مضارها. وقد حرصت في هذا البحث على بيان المقصود بالعلم في الأحاديث النبوية الشريفة ودللت على أنه هو علم الكتاب والسنة وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأن المراد من معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "قبض العلم "، ليس نزع العلم نفسه من قلوب الناس بل المراد منه عدم الاستفادة من وجود العلماء، ففي كل العصور وجدت الكتب وانتشرت نسخها في كل الأقطار ومع ذلك يقل العلم ويزيد الجهل ، وإنما يكون ذلك بسبب الزهد في طلب العلم وقلة العلماء الربانيين. كما أن من نتائج قبض العلم ظهور المدعين الفاسدين الذين وصفهم الحديث بالرؤوس أو الرؤساء الجهال ، فإنهم يتصدرون حياه الأمة فيحلون ويحرمون حسب أهوائهم كبديل للعلماء الربانيين فيقتدى بهم الناس وبهذا تنتشر الفتاوى الشاذة الخاطئة ، وهذا من الثمرات المرة لانتشار الجهل ، ويعد هذا من الفتن التي تسبق الساعة أيضا. كما تظهر الحكمة من إخبار الشارع عن أمر غيبي ، لينبه الناس إلى ما يستقبلهم من أخطار ليحذروا ويرقبوا، كذلك ليكون علامة من علامات صدق الوحي ومعجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يحتج به على أنه قدر سابق فهو مثبط جاهل. ويخلص البحث إلى أن بداية تناقص العلم ليس من محدثات العصر الحديث بل بدأ من عصر التابعين ، إلا أنه بمرور العصور يزيد هذا النقص حتى إذا اقتربت الساعة تلاشى بالكلية حتى لا يعرف الناس فرائض الإسلام ، ولم يعد هناك من يذكر الله ، ويقبض المؤمنون ولا يبقى إلا الكفار وعليهم تقوم الساعة كما صحت بذلك الروايات . وقد حدث شيء من نقصان العلم في زمن التابعين مثل : تأخير بعض الصلوات ، وظهور أهل البدع مثل الخوارج والسبئية في خلافة علي رضي الله عنه ثم القدرية على يد معبد الجهني ، لكن هذه لم تكن تمثل ظاهرة بل كان هؤلاء المبتدعون منبوذين من الناس ووجد من تصدى لهم وكشف عوارهم. ومن هذا تحويل الخلافة الراشدة إلى ملك عضوض ، ومع هذا فلا يمكن أن يقال : إن العلم قبض في هذا الزمان لكنه كان مؤشرا لبداية النقصان. وركز البحث على علامات قبض العلم ؛ فمن ذلك : عدم الاستفادة منه في الحياة العملية ، وهذا المعنى أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي أمامة من عدم انتفاع الأمة بالقرآن كما لم ينتفع اليهود والنصارى من التوراة والإنجيل ، كذلك منها: رواج العلم اللساني وظهور علم الكلام ، الذي يعتبره الباحث أحد الأسباب الكبرى لهدم السنن والآثار. ويؤكد البحث على أن الخلاص من أمراض المسلمين دون التفات إلى العلم الشرعي الذي هو أساس كل إصلاح لن يتحقق بل العلاج الناجع هو الدعوة إلى الإقبال على علم النبوة الذي لا يأتيه الباطل إن هو إلا وحي يوحى. ويوصي الباحث بالعودة إلى العلم الشرعي عن طريق الاهتمام بأهله الصادقين المخلصين وتفعيل دوره في الحياة العملية كما كان على عهد النبي والخلفاء الراشدين ، ويكون الحاكم في حياة الأمة اجتماعيا وسياسيا فإن تجنيب العلم وحصره بين دفتين لن ينهض بالأمة.

عناصر مشابهة