المستخلص: |
هدفت الدراسة التعرف على ""هيراكليس"" في التراجيديا الإغريقية وفى مسرحية ""هيراكليس في الحظيرة"" لدورينمات. فقد شغلت شخصية هيراكليس مساحة واسعة في التراجيديا الإغريقية لم تحظ بها أية شخصية أخرى، إذ تناولها تسع عشرة تراجيدية. وتدور أحداث هذه المسرحية حول قيام ""هيراكليس""، أو عزمه على القيام بإزالة الروث من حظيرة ""أوجياس"" ملك ""إليس"". ويعد اختيار ""دورينمات"" لهذا الموضوع اختيارا موفقا من الناحية الكوميدية، إذ أن الشاهد أو القارئ يتبادر إلى ذهنه فور سماعه اسم ""هيراكليس"" أن الأمر يدور حول قصة ميثولوجية مليئة بالبطولة والتضحية التراجيدية، لكن المفارقة الكوميدية في هذه المسرحية أن ""هيراكليس""، رجل المعجزات، يأتي إلى دولة ""إليس"" لتخليص هذه الدولة وأهلها من وسط الروث دون أن يحركه دافع آخر سوى حاجته إلى المال. واستعرضت الدراسة ثلاثة نماذج لشخصية ""هيراكليس"" في إطار علاقتها بالمجتمع، ففي تراجيدية ""فيلوكتيتيس""، يؤمن ""هيراكليس"" بأن مصلحة المجتمع تعلو فوق مصلحة الفرد، وبذلك ينجح في إقناع ""فيلوكتيتيس"" بأن يقمع مشاعره العدائية تجاه القادة اليونانيين، ويشارك في الحرب الطروادية لتحقيق النصر للمجتمع اليوناني. وفي تراجيدية ""جنون هيراكليس"" ليوربيديس تظهر صورة أخرى مختلفة للعلاقة بين ""هيراكليس"" والمجتمع، إذ وقف المجتمع منه موقفا سلبيا رغم ما قدمه من خدمات جليلة، ولم يتصد لقرار طاغية طيبة قتل أسرته، ولقد كان لهذه العلاقة المضطربة بين هيراكليس والمجتمع أثرها في إصابته باضطراب نفسي جعله يفكر في الانتحار، ثم يتراجع في نهاية الأمر، ويهجر طيبة ويتوجه إلى أثينا عله يحظى هناك بتقدير المجتمع. أما هيراكليس عند ""دورينمات"" فلا يقوم بدوره في المسرحية بغرض بطولي وإنما لحاجته إلى المال. وختاما فالمسرحية تؤكد أنه لا يوجد دور للبطولة الفردية في المجتمع الحديث، فالمجتمع صاحب هذا الدر، فالحظيرة لم يتم تنظيفها من الروث (الفساد في المسرحية)، لان العون وافد من الخارج، وليس نابعا من داخل المجتمع. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021"
|