المستخلص: |
هدفت الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على فكرة التغير في المصير من خلال دراسة شخصية هيراكليس في مسرحية "هيراكليس مجنونا" ليوريبيديس. وأشارت الورقة البحثية إلى أن التغير هو مرحلة مؤثرة في حياة البطل التراجيدي، فقد يأتي التغير في المصير مرة واحدة بشكل قاطع لتحديد مصير هذا البطل، وقد يتعرض البطل نفسه لأكثر من تغير في مصيره، أي أن هذا التغير يحدث تدريجيا ويصبح تغيرا مركبا، وتكون نتيجته أن يتحول البطل من السمو والقوة إلى الضعف والتحطم. كما أشارت إلى أن الحبكة الدرامية في المسرحية تنبع من جنون هيراكليس الذي تختلف الآراء حول أسبابه، فهناك من يقول إنه وقع بسبب أن هيراكليس نفسه أصبح يمثل تهديدا لعالم الآلهة، وهناك وجهة نظر تقول إن هيراكليس صار متغطرسا خاصة عندما أحضر معه كيربيروس عند عودته من العالم السفلي. وطرحت الورقة البحثية عدة تساؤلات هي لماذا كان عقاب هيراكليس أن يقتل زوجته وطفليه وهو تحت تأثير الجنون، ولماذا استرد عقله مرة أخرى بعد أن ارتكب جريمته. كما أوضحت الورقة البحثية أن الهدف من المسرحية هو إبراز أهمية الصداقة ومدى تأثير الصديق المخلص على صديقة. وأكدت الورقة البحثية على أن المفارقة التراجيدية في المسرحية استمدت قوتها من هول ما اكتشفه هيراكليس بعد أن عاد إلى صوابه، في حين كان الجمهور يدرك تماما ما حدث ويشعر بالشفقة تجاه هيراكليس الذي تحول إلى ضحية. وتوصلت نتائج الورقة البحثية إلى أنه دراميا لا يظهر هيراكليس إلا من اجل أن يعاقب، حتى لا ينسي الجانب البشري منه وأنه خاضع لتصرف المصير، وأن عقاب هيراكليس هو أن يصاب بالجنون حتى يكون هو قاتل زوجته وأبنائه، وانه على المستوي الدرامي كان الجنون ضروريا حتى تقع الجريمة لأنه بدون الجنون لم يكن هيراكليس ليفعل ما فعل. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|