المستخلص: |
تركز الدراسة على برنامج الإصلاح الاجتماعي عند الشيخ محمد عبده، وُصف الشيخ محمد عبده بأنه رائد الفكر الدينى الحديث، ومؤسس المدرسة الحديثة، وبأنه مجدد وفيلسوف ومصلح. وقد كون مدرسة من المفكرين ساروا على نهجه، وكان لهم أثر كبير فى تطور الفكر فى مصر وسوريا بخاصة، وفى العالم الإسلامى كله بعامة. وتجلى منهجه فى تفسيره للقرآن الكريم الذى كتب بعضه بقلمه، وروى عنه أكثره تلميذه وحامل لوائه من بعده السيد محمد رشيد رضا. قال عن الإسلام: "وتآخى العقل والدين لأول مرة فى كتاب مقدس، على لسان نبى مرسل، بتصريح لا يقبل التأويل". وقال أيضاً: "أنحى الإسلام على التقليد، وحمل عليه حملة لم يردها عنه القدر، فبددت فيالقه المتغلبة على النفوس، واقتلعت أصوله الراسخة فى المدارك"، كما تحدث بعض مؤرخى مصر الحديثة عن الشيخ محمد عبده، فوصفوه بأنه أكثر مصلح وأكبر اجتماعى مصرى تملك روح التطور إلى أعلى درجة. ويبدو اتجاهه إلى دراسة المجتمع فى سن مبكرة. ففى عام 1878 ألقى فى مدرسته دار العلوم دروساً عن مقدمة ابن خلدون، كما كانت أساساً لكتاب ألفه حول "فلسفة الاجتماع والتاريخ"، ويرى الشيخ – مثل ابن خلدون – أن التاريخ علم من العلوم الحقيقية، وهو نظام لا غنى عنه للدراسات العقلية، وأن فلسفة التاريخ مرتبطة بفكرة التطور الإنسانى والمراحل المتعاقبة لتكوين النظم والعادات، وتأكيده على الطبيعة الاجتماعية للإنسان، والغريزة التى تدفعه لالتماس عِشرة أقرانه، والقيام بعمل يعود على المجموع فى بقائه، كما دعا الإمام محمد عبده إلى الاهتمام بالتعليم والتربية والاجتماعية، من واقع تجاربه فى القضاء بالمحاكم المصرية، حيث وجد أن 75% من القضايا بين الأقارب بعضهم مع بعض، بسبب التباغض وحب الوقيعة والنكاية بين أفراد الأسرة والواحدة، إن جوهر برنامج الإمام محمد عبده فى الإصلاح ينضوى تحت لواء الأسباب والدواعى الأخلاقية. وبالتالى فليست رسالته هى الإصلاح الدينى فقط، ولكنها إصلاح اجتماعى أخلاقى سياسى شامل، كما خلص الإمام إلى قانون أطوار الجماعة البشرية، كما إن جوهر برنامج الإمام محمد عبده فى الإصلاح ينضوى تحت لواء الأسباب والدواعى الأخلاقية. وبالتالى فليست رسالته هى الإصلاح الدينى فقط، ولكنها إصلاح اجتماعى أخلاقى سياسى شامل.
|