المستخلص: |
تتناول هذه الدراسة أبناء الشرائح العليا يحصلون على فرص تعليمية أكبر، ليس فقط بحكم انتمائهم الطبقى ولكن أيضاً بحكم البنية الطبقية للتعليم ذاته. فهم لا يحصلون على فرص فى التعليم الحكومى فقط ، ولكن استقرار حياتهم وتوافر تراكمات مادية لديهم يجعلهم أكثر حرصا على تعويض أبنائهم من خلال الدروس الخصوصية ، وهم أكثر قدرة على دفع أبنائهم نحو التعليم الخاص فى المستوى ماقبل الجامعى والمستوى الجامعى أيضا . الأمر الذى يمنحهم ميزة نسبية فى نوعية التعليم الذى يحصلون عليه ويقلل لديهم فرص التعثر فى التعليم، وأما عن أبناء الطبقات الفقيرة أقل قدرة على مواصلة التعليم الجامعى. ومن هنا تتأكد الفرضية القائلة بأن التعليم لايمنح الطبقة الدنيا فرصا عريضة للصعود إلى أعلى، وتغيير مواقعهم الطبقية. وربما يسهم التعليم فى نقل أعداد قليلة من النابهين والأذكياء من أبناء الطبقة الدنيا، ولكن جلهم يتكوم داخل التعليم الفنى (الذى لا يعد تعليماً!) ومن ثم فإنهم يتخرجون دون اكتساب المهارات التعليمية التى تنقلهم إلى الشرائح الأعلى، يتبين لنا من خلال هذه الدراسة أن التعليم يلعب دورا فاعلا فى عمليات الدمج والتهميش الاجتماعى؛ فالتعليم الذى لا يقوم على تقديم فرص متكافئة أو متساوية لكل المواطنين، أو التعليم الذى تتباين فيه الفرص التعليمية بتباين القدرات المادية للناس ، أو التعليم الذى يمنح فرصا أكبر وتعليما أكفأ لفئات بعينها فى الوقت الذى يحرم منها فئات أخرى ، هو تعليم يشيد آليات للتهميش لقطاعات أعرض من الناس ، بدلا من أن يكون آلية للدمج.
|