ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







لفظة الغاشية : دراسة فنية تحليلية فى دلالة الصوت وتشكل الصورة

المصدر: مجلة الآداب
الناشر: جامعة إفريقيا العالمية - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: الدوش، صلاح محمد أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع5
محكمة: نعم
الدولة: السودان
التاريخ الميلادي: 2013
الشهر: أبريل
الصفحات: 35 - 61
ISSN: 1858-5930
رقم MD: 710577
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

87

حفظ في:
المستخلص: عرفت اللغة العربية طائفة عظيمة من الألفاظ تقوم مبانيها بتمثيل معانيها في الأدهان قبل أن تدرك تلك المعاني في مظانها من المعاجم والكتب وليس أمر الإدراك هدا قائما على سمت الإحاطة والتحقيق؛ إنما هو الإلماح الشفيف والإمساس ببعض الدلالات وقد عالج ذلك ابن جني في كتابه "الخصائص" في بابين منه هما: (تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني) و (أمساس الألفاظ أشباه المعاني). حاول الباحث أن يفيد من هذه الظاهرة اللغوية في استنطاق بعض الأساليب الفصيحة وعلى رأسها القرآن الكريم، واتفق له في لحظة تدبر لسورة الغاشية، أن تنبه إلى أن هذه المفردة تنضح بالحركة والصوت، واللون، بما يؤلف مشهدا متكامل العناصر. لم تكن كتب المتقدمين ولا المحدثين تحفل بمثل هدا النوع من الدراسة الأصواتية على مستوى الحروف والأصوات المشكلة للبناء اللفظي ألا بعض أشتات ولمح متفرقات، وكلها تنطلق من مستوى الكلمة ثم التراكيب؛ ولذلك انعقد العزم على الاستفادة من معطيات علم الأصوات في تكوين أسس ومعايير الدراسة والتحليل وكانت لفظة "الغاشية" هي باكورة هدا النهج في الدراسة. وقد توصل الباحث إلى نتائج أهمها أن لفظة "الغاشية" جاءت متوافقة مع ملاحظات البحث وفروضه؛ فقد انتهت الدراسة إلى أن هده اللفظة مثلت من خلال صيغتها الصرفية، وبنائها الأصواتي، وموقعها السياقي في أول السورة، ذلك المشهد الدي أنيط بها أن تصوره في الأدهان، أي مشهد القيامة بأهواله وصخبه وظلامه وشموله كافة المخلوقات. كان التركيب الصوتي للفظة (الغاشية)، (التي هي من أسماء يوم القيامة، مما لفت انتباهي في لحظة من لحظات التدبر -لما عرفته من خصائص وصفات لهذه الحروف التي تشكلت منها هذه الكلمة؛ إذ أحسست منذ الوهلة الأولى وأنا أقرؤها أن هذا التركيب الصوتي بكيفيته وترتيبه جاء هاديا بدلالاته الإيحائية، وظلاله النفسية، إلى الصورة البلاغية ومضمونها الدلالي الذي هدفت اللفظة إلى إيصاله إلى الحس والذهن معا، فنهض العزم آنتذ لتناولها بالتحليل والدراسة في محاولة لتلمس جزئيات هذه الصورة البليغة، واستكشاف معالمها التي هي بحاجة إلى قدر من التذوق اللغوي، والوقوف على بعض أسرار هذه اللغة العربية. ولا ندعي إلا صدق إحساسنا بما انتهي إلينا فيه البحث من مشاهد وصور إيحائية لذلك اليوم من خلال هذا الواقع اللغوي، وإلا فمشاهد القيامة مما لا يدرك كنهه ولا يحاط بخبره إلا ما جاءنا عنه سبحانه وتعالى على لسان نبيه (عليه السلام) فهي إذن هي محاولة لاستكشاف بعض الأسرار القرآنية مما يرتبط ببلاغة نظمه وروعته ورسم صورة جزئية من هذا الواقع اللغوي بقدر ما تتسع له طاقة العقل البشري. وما نقول به من أمر هذا التحليل لا يتنزل منازل تفسير القرآن الكريم فإن للتفسير مناهجه ومراتبه وعلماءه منذ عهد النبي (عليه الصلاة والسلام)، لكنها نظرات تدبر -امتثالا لأمره تعالى: (كتب أنزلنه إليك مبارك ليدبروا إيته وليتذكر أولوا الألبب) (39) ص (29) ورياضة فكر، وإشباع روح بالسياحة في رحاب هذا النظم المعجز. ومن هنا فالعجز والتقصير أمران واردان - دون شك - مرجعهما إلى الدارس وحده، إما لنقص عدته، أو لأمرين آخرين ذكرهما - ابن جنى في الخصائص ج 164 2) بقوله "إما أن تكون لم تنعم النظر فيه فيقعد بك فكرك عنه، أو لأن لهذه اللغة أصولا وأوائل قد تخفي عنا وتقصر أسبابها دوننا "ولهذا نجزم أنه ليس في القرآن الكريم كلمة أو جملة ضعفت فيها الأسرار أو قصرت فيها الظلال أو كان غيرها أنسب وقعا وموقعا أو أعمق دلالة منها. كما أن الإسراف في تحميل الألفاظ أكثر مما تحتمل من الصفات والإيحاءات مما لا يستقيم لعمل باحث؛ إذ قد يفضي ذلك الإسراف إلى مسارب انطباعية لا تتفق وأصول البحث العلمي ومناهجه.

ISSN: 1858-5930
البحث عن مساعدة: 754631

عناصر مشابهة