المصدر: | مجلة المدير العربي |
---|---|
الناشر: | جماعة الإدارة العليا |
المؤلف الرئيسي: | عليوة، السيد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 179 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الشهر: | يوليو |
الصفحات: | 40 - 54 |
رقم MD: | 71148 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
نشرت الصحف منذ فترة أن بلدا آسيويا كبيرا تبين له من البحوث العلمية أن هناك نحو 20% من سكانه يعانون حالة اكتئاب، إلا أنها لم تقدم تفسيرا شافيا لهذه الظاهرة التي في رأينا تكاد تكون سمة عامة في معظم أقطار عالمنا المعاصر، وبالأخص الدول النامية التي تمر بمرحلة انتقالية صعبة من التخلف التقليدي إلى التنمية الحديثة عبر اقتصاديات السوق، وتحرير التجارة. إنها بالضبط تلك التحولات نحو الرأسمالية المعاصرة في أرقى مراحلها وفى أدق تعقيداتها العولمية والتي أصبحت أملا صعب المنال بسبب احتكار المسيطرين للسلطة والثروة والقوة والمعرفة، مما مكنهم من أن يجعلوا الزمان زمانهم والأوان أوانهم، وأن ينعم البعض بمنجزات الحضارة الإنسانية في حين يعانى الكثيرون الحرمان العميق الصارخ. هذا وقد يساعدنا التحليل السياسي في فهم طبيعة النظم المعاصرة التي يمكن أن نجمعها في مصفوفة رباعيه واحدة باستخدام البعدين: السياسي والاقتصادي، حيث نجد النظام الاشتراكي الاستبدادي (كوبا) والنظام الرأسمالي الاستبدادي (ألمانيا النازية) ثم الاشتراكي الديمقراطي (الدول الاسكندنافية)، وأخيرا النظام الرأسمالي الديمقراطي (في أوروبا الغربية)، والذى يكاد يصبح النموذج المنشود لساسة العالم اليوم. نعود للنقطة الأولى عن حالة الاكتئاب التي تلف عالمنا المعاصر، والتي تحالفت مع الفقر والأوبئة والعنف والإرهاب والصراعات والديون والهيمنة لتصنع مناخا كئيبا بسبب فجوة التوقعات الواسعة التي خلفتها وعود اقتصاديات السوق وحرية التجارة، وحقوق الإنسان حيث كان حصاد المرارة والشر والدمار. وخير برهان الخريطة المتفجرة لكوكب الأرض بفعل سطوة البشر التي امتدت إلى بيئة الحياة من حولنا، فقد أحذت آلية الهدم والبناء الرأسمالي عملها في تدمير المجتمع التقليدي والمنظمات والمؤسسات المكونة لها اسوة بالمباني والمدن كما حدث في العراق وفلسطين ولبنان دون أن تنجح في إتمام الهياكل الجديدة المعبرة عن آليات التوازن داخل نظام اقتصاديات السوق (مثل قيام الأحزاب وحق الأحزاب والتظاهر وفعالية المجتمع المدني والانتخاب الحر وتداول السلطة) |
---|