المستخلص: |
ان التيارات السياسية العربية بتوجهاتها الفكرية والأيديولوجية المختلفة باتت تنظر إلى تركيا بخلفية جدية لا عابرة، استراتيجية لا تكتيكية، قوامها التعاون وتعزيز العلاقات على المستويات كافة، الثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها، وربما يجوز القول إن اخر المترددين، أو لنقل آخر من أعلن صراحة رؤيته الإيجابية إلى تركيا، هو حزب الله، بكل ما يمثله من رمزية مذهبية وفكرية وتاريخية، وحتى استراتيجية، ومن يراجع الموقف الذي أعلنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته يوم الحادي عشر من تشرين الثاني /نوفمبر 2009، يدرك أن تقدما، لا بل تطورا غير قليل، حصل في التفكير السياسي لهذا الحزب وجمهوره حيال تركيا. لكن، وبكل صراحة، ربما نلاحظ أنه بقدر ما حصل تطور لافت في رؤية التيارات والاتجاهات الإسلامية وغير الإسلامية في الوطن العربي حيال تركيا، وبقدر ما لاحظنا تغيرا واضحا في رؤية التيارات اليسارية والقومية العربية تجاه تركيا وحزبها الحاكم ذي الخلفية الإسلامية، بقدر ما نلاحظ عدم حصول تطور في الرؤية الإيجابية لما يعرف بالتيارات العلمانية التركية حيال العرب، ويبدو أن بعضهم غير متحمس، لا بل غير راض، عن البوصلة التركية - العربية الجديدة المشتركة، ويدفع بعض القوى السياسية والثقافية والإعلامية في تركيا نحو بوصلة غربية أساسا تضع إسرائيل واحدا من ثوابتها.
|