المستخلص: |
سلط البحث الضوء على صلاح الدين الأيوبي (1171-1193م) كقائداً كاريزمياً من عصر الحروب الصليبية. فتُعتبر الكاريزما قوة خلاقة مؤثرة في التاريخ ومن الضرورة دراستها من خلال البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي تحيط الزعيم صاحب هذه الصفة فتتمثل الشخصية الكاريزمية في الزعيم الملهم وكأن الله قد خصه بالإلهام والعمل الخارق ولذلك يملك القدرة على أسر لب الجماعة وبالتالي فإنهم يتدفقون نحو تنفيذ أوامره من خلال تأثير شخصيته عليهم وهناك عدة أمثله أكدت على توافر الشخصية الكاريزمية لدي السلطان الأيوبي ومنها التفاف الجماهير من حوله سواء من العسكرين وكذلك القيادة بصورة لم تحدث من قبل لأي قائد عسكري من قادة حركة الجهاد الإسلامي منذ عهد شرف الدين مودود. وأشار البحث إلى أن الصلبيين أنفسهم شاركوا دون أن يدروا بطبيعة الحال في صنع كاريزما صلاح الدين الأيوبي فمع توالي العقود في الصراع الحربي بين المسلمين وأعدائهم ومع الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي دفعها أبناء الأرض الأصليين في مواجهة الغزاة الدخلاء فقد بحثت الجماهير المسلمين عن البطل الرمز الذي يلتفوا حوله في مواجهة أول عملية احتلال عسكري لمناطق المسلمين منذ القرن السابع الميلادي، كما أشار إلى أن التأثير الكبير لكاريزما الأيوبي لم يمنع البعض من معارضته ومهاجمته حتى ممن عاصروه ومنهم ابن الأثير الذي هاجمه في مواقع عدة من كتابه الكامل في التاريخ وترصد له الأخطاء كما في حالة فشل الجيش في الاستيلاء على مدينة صور اللبنانية الحصينة. وخلص البحث إلى عدة نتائج منها أن صلاح الدين الأيوبي امتلك شخصية كاريزمية آثره وملهمة كان لها دورها في انجذاب العديد من الشخصيات التي تعامل معها إليه وقد تأثر المعاصرون به سواء من المسلمين أو الصليبيين على حد سواء وقد ترك ذلك الجانب أثره العميق على علاقاته السياسية حينذاك مع تمام الإدراك للعوامل التي ساعدت على نجاحه في تحقيق الأهداف العليا التي سعي إليها. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021"
|