ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الاستعارة والكناية في الدراسات اللسانية العرفنية

المصدر: أعمال الندوة المهداة إلى روح الأستاذ عبدالله صولة: الدلالة النظرية والتطبيقات
الناشر: جامعة منوبة - كلية الآداب والفنون والإنسانيات
المؤلف الرئيسي: المقديني، الحبيب (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: تونس
الهيئة المسؤولة: جامعة منوبة - كلية الآداب والفنون والإنسانيات - وحدة البحث "المصطلح الدلالي"
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 479 - 491
رقم MD: 719920
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

132

حفظ في:
المستخلص: إن القول بوجود أسس كنائية للاستعارات التصورية، يستتبعه أن للاستعارة وظيفة إحالية إضافة إلى دورها في الفهم؛ لكن هذه الإحالة لا تقوم على التطابق الموضوعي التام بين الرموز والأشياء في العالم الخارجي، بل تكون في الذهن "القائم على التخيل والتصوير باعتماد المجاز والاستعارة وما إليهما. فما لم يكن ذا أرضية حسية من المفاهيم، يستعمل هذه الأدوات التي لا يكون فيها انعكاس الواقع انعكاسا حرفيا أو تمثيله تمثيلا مطابقا له في الخارج"( ). لكن الاستعارة التصورية قد تكون بين مجالات أساسية ذات أرضية جسدية تجريبية، مما دعا بعض الدارسين إلى إعادة النظر في وظيفتها وجدواها، فقد رأينا في مستهل حديثنا عن الاستعارة وخصائصها وبنيتها أنها عملية عرفنية يحتكم إليها الفكر الإنساني، فهي كما تناولها (لايكوف وجونسون 1980)، تشمل مبادئ وأسسا لطبيعة التفكير الإنساني وتفاعله مع عالمه الخارجي القائم على تمثلات عرفنية cognitive representations، وقد مثلت هذه النظرية مرتكزا أساسيا في بناء الواقعية التجريبية نظرية فلسفية شامل تخرج بالفكر عن حيز "النظرة الذاتية التي ترفض الجزم باستقلال العالم الخارجي، وترى أن لا وجود لصدق موضوعي مستقل عن كل ذات، كما تبتعد به عن مجال النظرة الموضوعية التي ترى أن القيمة الصدفية لقضية ما تتعلق بتحققها على مستوى الواقع الخارجي الموضوعي المستقل عنا" ( ). إن الاستعارة في تحققها اللساني أو الاجتماعي الثقافي، تمثل لطبيعة التفكير القائم على أسس تخييلية تشكلها التجربة الجسدية في محيطها بمختلف أبعاده، ومن وظائفها الأساسية الفهم؛ فهي ليست مجرد زخرف في القول ولا هي حكر على الشعر، ثم إن هذه النظرية لا تنفك تشهد عدة تدقيقات وإضافات لا تخرج عن الخطوط العريضة التي وضعها لايكوف وجونسون، ومن الدراسات في هذا الصدد نذكر Foundation of meaning: Metaphors and Primary Meatphors and primary Senes, GRADY JOEPH. 1997. إضافة إلى دراسات أخرى اهتمت بالعلائق بين الاستعارة والكناية، والمهم من كل ذلك أن مشغل هذه البحوث تمحور حول إظهار الخصائص التجريبية، فكان مبدأ الارتباط بالتجريبي ثابتا وأضيف إليه مبدأ درجة الذاتية degree of subjectivity الذي من شأنه أن يدفع إلى اعتماد الاستعارة ليخرج الفهم من حيز الإدراك الذاتي الداخليintrospective إلى حيز التجريبي المشترك، وهذا يمثل له التحقق اللساني الدلالي للاستعارة، فهي من هذا المنظور تساهم في التبليغ والإفهام، فتنجح الوظيفة الدلالية التداولية للغة.