المؤلف الرئيسي: | جمعة، خالد حسين (مؤلف) |
---|---|
مؤلفين آخرين: | البدور، سلمان فضيل صبح (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
موقع: | عمان |
الصفحات: | 1 - 63 |
رقم MD: | 720105 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة دكتوراه |
الجامعة: | الجامعة الاردنية |
الكلية: | كلية الدراسات العليا |
الدولة: | الاردن |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لقد أولى ابن رشد نظرية المعرفة أهمية خاصة، باعتبارها الأساس الذي يقوم عليه كل بحث فلسفي آخر، ومع أن ابن رشد لم يفرد مبحثا خاصا بنظرية المعرفة، لكنه تناولها ضمن إطار بحثه في النفس، وبخاصة النفس الناطقة، التي يمثل العقل أسمى وأقوى القوى فيها. ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث المنهج التحليلي المقارن. وقد تحددت مشكلة الدراسة في مجموعة من الأسئلة حول طبيعة المعرفة عند ابن رشد، وإمكانها، ومصادرها، وحدودها، وكذلك معيار الحقيقة. وقد تناولت هذه الدراسة دور الحس والعقل في المعرفة عند ابن رشد، وبيان عملية الإدراك، ومراتب المعرفة وحدودها، وكذلك البحث في ما إذا كانت الأفكار عنده فطرية أم مكتسبة، وهل المعرفة ذاتية أم موضوعية، والعلاقة بين الطبيعة وما بعد الطبيعة على أساس نظريته في النفس والمعرفة، وما معيار الحقيقة عنده. وقد تبين أن نظرية ابن رشد في المعرفة تقوم على أن للصور المدركة وجودين: وجود محسوس إذا كانت في هيولى، ووجود معقول إذا تجردت من الهيولى، بينما يدرك العقل صور الموجودات إذا تجردت من الهيولى. وعليه؛ فالمعاني المدركة عند ابن رشد صنفان: جزئي، وهو إدراك المعنى في الهيولى. وكلي، وهو إدراك المعنى مجردا من الهيولى. يقسم ابن رشد العقل إلى عملي ونظري "حسب المدركات والغرض من إدراكها"، فما يحصل بالتجربة يدركه العقل كقوة تدرك هذه المعقولات، وهذه العملية تتصل بصورة متخيلة تحدث فيها وإن كان إدراك الصور حكرا على الإنسان، إلا أنها يمكن أن تكون في طبع الحيوان، من حيث هي ضرورية لبقائه وسلامته، "مثل الحياكة لدى العنكبوت، والتسديس عند النحل"، إلا أن الإنسان يفوق الحيوان؛ لأنه يدرك هذه الصور فكرا واستنباطا (مجردة). والعقل العملي يدرك الصور المتخيلة المرتبطة بالأفعال الإرادية، والمتصلة بالفضائل العملية "الشجاعة، الوفاء، الصداقة"، لأن وجود هذه الفضائل منوط بتقدير تخيلي لما ينبغي فعله في مقام ما، وعلى قدر ما. أما العقل النظري فيدرك الكليات "المعقولات" دون ارتباط بالعمل. ولمعرفة هذه القوة يجب الوقوف على طبيعة الكليات النظرية. إن الإنسان عند ابن رشد لا يدرك هذه الكليات. إلا إذا توافرت الملكة لذلك فيحصل إدراكها. وفي إدراك الإنسان لها، لابد من المرور في مراتب: تبدأ بصور العناصر البسيطة، ثم صور الأجسام المتشابهة الأجزاء، وبعد ذلك الحاسة ثم المتخيلة. يظهر عند التأمل أن جل المعقولات الحاصلة للإنسان، إنما تحصل بالتجربة، والتجربة تكون بالإحساس أولا والتخيل ثانيا. ولذلك فإن هذه المعقولات لابد أن يسبقها الحس والتخيل، فهي ضرورة حادثة بحدوثها، وفاسدة بفساد التخيل. كما يؤكد ابن رشد أن قوتي الحس والتخيل تحتاجان إلى قوة الحفظ، وتكرار ذلك الإحساس مرة بعد أخرى حتى ينقدح الكلي، وبالتالي؛ فإن "هذه المعقولات إنما تحصل في زمان". إن انتقال ابن رشد من المعرفة الحسية إلى المعرفة العقلية يبقى ضمن فكرة "وحدة النفس الإنسانية"، وإن قوى النفس ترتبط فيما بينها ارتباطا شديدا، وأن الصلة بينها على ضربين: أحدهما من جهة الوجود، والآخر من جهة المعرفة أو الإدراك. أما الاتصال الذي يقوي النفس من جهة الوجود، فذلك لأن كل وظيفة منها تعد شرطا أو مادة للوظيفة التي تليه كما تعتبر في نفسها كمالا وصورة للوظيفة التي هي أدنى منها. |
---|