المستخلص: |
حصلت الجزائر على استقلالها في عام 1962 م، وشهدت تلك الفترة ظهور تخصص "التخطيط اللغوي" في أدبيات اللغويات. في تلك الحقبة، كان للدول الأوروبية خبرة طويلة في مجال التخطيط اللغوي مما جعلها نموذجا للدول التي تأسست بعد انتهاء الاستعمار. تلك الملابسات جعلت كثيرا من الباحثين يتساءلون حول تأثير النموذج الأوروبي في التخطيط اللغوي على البلدان الأخرى. ففي أوروبا، تم دمج اللغات الوطنية من خلال عملية تاريخية طويلة، ويتركز التدخل في اللغات بصورة أكبر على توحيد وتحديث النظام اللغوي بأكمله، كما شاركت المؤسسات غير الحكومية في هذا النشاط. أما في الدول المستعمرة سابقا، فتعتمد الحكومة على سياسات مقصودة لتمكين البلاد من لغة وطنية. تعتبر هذه المقاربة عملية التخطيط اللغوي مهمة من بين المهمات الأخرى المساهمة في تطوير البلاد والتي غالبا ما تتسم بالتعددية اللغوية كما هي الحال في الجزائري، والتي يسعى البحث الحالي إلى دراستها وبيان الدوافع من وراء عملية التخطيط اللغوي فيها، وإبراز الجهات الفاعلة فيها، وكذا النتائج المترتبة على ذلك.
|