المستخلص: |
تناول هذا البحث القراءة التي قرا بها د. شوقي ضيف قول ابن مضاء في كتابه (الرد على النحاة) بإنكار تقدير ضمائر الرفع المستترة بعد الفعل ؛ لاستغناء ذاك الفعل بمادته في تلك الحال عن فاعله، مثالا على قراءته اراء ابن مضاء عامة. نظر في تلك القراءة حيث كانت في كتبه التي كان لها صلة بالنحو وتجديده وتيسير تعليمه وتأريخه، وتوقف في ذلك اكثر ما توقف عند آخر كتبه (تيسيرات لغوية)، ورصد الدائرة التي تحركت فيها تلك القراءة بين صيانة النص وتحريف التفسير والروية واختلاف التلقي والاثر، معتمدا على منهج وصفي سرت فيه خيوط من نقد وتحليل هنا وهناك، وختم ببعض ما لاح له فيها من نتائج. وكان مما انتهى إليه البحث : أن لرأي ابن مضاء ذاك أثرا عميقا في فكر د. ضيف وتصوره النحوي، إذ نمذجه واتخذه مفتاحا يحل به مشاكل القول بحذف الفاعل أو غيابه كلما صادفه فعل خفي فاعله؛ وأن قراءة ذلك الرأي في كتب د. ضيف في بعض جزئياتها ومتعلقاتها لم تكن على حال ثابتة، بل كانت متفاوتة متغيرة تحركها صيرورة دالة على تطور رأي د. شوقي ضيف أو فكره النحوي بين حين وآخر، وأنه كان على صلة بهما نتيجة أو سببا اختلاف تلقي ذلك الرأي وأثره في كتب د. ضيف، وتقلبه رفضا وقبولا، أو في الدرجة والصفة، من حال إلى حال في حركة دائرية ؛ وسريان بعض مظاهر التحكم والتحيز والهوى، من تحريف وحتمية واجتزاء مثلا، وظلال ثنائية الرضا والسخط، في بعض كلام د. ضيف هنا وهناك، واختلاق أو توليد ما لا عهد للناس به من مراء أو توجيهات جديدة .
|