ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







قراءة في الحوادث السورية: تعقيداتها وإشكالياتها

المصدر: شؤون فلسطينية
الناشر: منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
المؤلف الرئيسي: كيالي، ماجد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع261
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: خريف
الصفحات: 126 - 135
رقم MD: 727717
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

29

حفظ في:
المستخلص: بناء على كل ما تقدم، وعلى ضوء كل تلك التعقيدات والمداخلات والإشكاليات ،وبعــد مــرور أكثر من أربعــة أعوام على الصــراع السوري، أو الكارثــة السورية، أو الثورة السورية، يمكن القول بأن ثمة معطيات أساسية تولدت، ولم يعد بالإمكان تجاوزها، بــل ينبغي على المعنيين قراءتها، واستخلاص الاستنتاجات المرجوة منها . وهذه يمكن تمثلها بالآتي: أولا، لا شيء يقيني، في المدى المنظور على الأقل، في ما يتعلق بقراءة المستقبل السوري، لا انتصار المعارضة ولا سقوط النظام، فالقرار بالحسم لم يصدر بعد. ثانيــا، لــم تعد الثورة هي ذاتها، في شكلها وفــي خطاباتها، بمعنى أننا لم نعد إزاء معادلــة صراعية قوامها طرفا السلطة والثــورة، أو النظام وغالبية الشعب ،إذ دخلــت على المشهد أطراف أخرى، ربما باتت تستحوذ على أسهم أكثر في صوغ القــرارات أو تحديد الخيــارات، كروسيا وإيــران والميليشيات التــي تشتغل كامتداد للنفوذ الإقليمي لها، أو كالجماعات الإسلامية المتشددة المحسوبة على «القاعدة »أو المتماثلة معها (كجبهة النصرة وداعش مثلا). ثالثــا، إن الولايات المتحدة فــي الحقيقة هي التي تملك الفصــل في تسيير دفة الأحــداث بهذا الشأن، أي أنهــا حتى في دورها السلبي والانكفائي، على ما يظهر ،هــي التي تــوزع الأدوار وتوسع من هامــش مداخلات الدولتــين المذكورتين، أي إيران وروسيــا، في إسناد النظام، تماما مثل ما هي التي تسمح بأدوار أخرى لتركيا وغيرها من الدول العربية، في الإسناد المحدود للمعارضة. رابعا، بات السوريون كشعب، بمختلف أطيافهم، خارج المعادلات الصراعية، بعد أن تمــت إزاحتهم مــن المشهد بطريقــة أو بأخرى، لا سيما بسبــب تعمد النظام تدمير ما يعتبره المناطق الشعبية الحاضنة للثورة، وتشديد الحصار عليها. خامسا، فتح الانفجار السوري على مشكلات كبيرة، فهو لم يطل فقط علاقات النظام بالشعب، وإنما هو تجلى في تضعضع التوافقات المجتمعية، أو تصدعها. سادســا، من وجهة نظر كل الأطــراف فإن الصراع يجري علــى أساس القاعدة الصفريــة، أي «يا قاتــل يا مقتول»، فالنظــام لا يبدو قابــلا لأي تسوية سياسية ،والمعارضة لا ترضى بأقل من إسقاطه، مع التأكيد بأن النظام هو المسؤول تاريخيا عن هذه الحالة، أي حالة غياب السياسة، بسبب احتكاره لها لنصف قرن تقريبا.. هكــذا نحــن الآن، أي بعد قرابة خمسة أعــوام من الصراع الدامــي والمدمر، إزاء معضلة سورية بكــل معنى الكلمة، وهذه تشمل البعديــن المجتمعي والدولتي ،يفاقم منها المداخلات الخارجيــة، الدولية والإقليمية، التي تتوخى السيطرة على الوضع، والتحكــم بوتائر الصراع السوري- السوري وتجييره لطرفها، أو لمصلحتها ،بغــض النظر عن مصالح السوريين ومستقبلهم. مع كل ذلك فإن الفكرة هنا أن نظام الأسد بات في حكم المنتهي، وأن المسألة تتعلق بالوقت، والظروف، والثمن.