المصدر: | بحوث الدورة العلمية التكوينية للأيام الجامعية الأولى: المنهجية الفقهية في مؤلفات المذهب المالكي |
---|---|
الناشر: | الرابطة المحمدية للعلماء - مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي |
المؤلف الرئيسي: | شهيد، محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ج2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
مكان انعقاد المؤتمر: | القنيطرة |
الهيئة المسؤولة: | مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي - الرابطة المحمدية للعلماء وكلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن طفيل |
الشهر: | مايو |
الصفحات: | 411 - 443 |
رقم MD: | 728676 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ساد لفترة طويلة ادعاء مفاده أن بضاعة المغاربة في مادة أصول الفقه مزجاة، ومما زاد في ترسيخ هذا الزعم أن من أوائل من ذكره وأشاعه أحد الأعلام المشهورين في هذه المنطقة، وهو أبو الوليد بن رشد صاحب "فصل المقال". وليس الوقت وقت الرد على هذا الادعاء، ولكن يكفي التذكير بمصنف شهير في الأصول أحدث تغييرا وانقلابا معرفيا واضحا في تأليف وتحرير المقاصد عبر التاريخ، وهو: "الموافقات" للإمام الشاطبي الذي اعتبر شيخ المقاصد ومنظرها الرئيس بدون منازع، وهكذا فقد فتحت مقاصد الشريعة الإسلامية آفاقا واسعة في المذهب المالكي خصوصا والاجتهاد الفقهي عموما. إن استقراء التطور العلمي الذي شهدته مقاصد الشريعة الإسلامية تاريخيا يفرز لنا مستويين من الاهتمام بهذه المادة العلمية المتميزة: المستوى الأول: والقصد منه اعتماد مقاصد الشريعة الإسلامية في العلوم الشرعية، وبالخصوص في الفقه الإسلامي، وقد برز بالخصوص هنا أعلام كثر كالحكيم الترمذي، وأبي الحسن العامري، وأبي بكر الشاشي، وإمام الحرمين الجويني، وحجة الإسلام الغزالي، والعز بن عبد السلام، والإمام القرافي. ... المستوى الثاني: ويتعلق بالاهتمام بالمقاصد تنظيرا وتأسيسا من حيث التأصيل والإبداع، والعلم البارز هنا بالخصوص هو الإمام الشاطبي، ثم من جاء بعده من المالكية المعاصرين، كالطاهر بن عاشور في "مقاصد الشريعة الإسلامية"، وعلال الفاسي في "مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها"... وإذا كان أقطاب المستوى الثاني مميزين ويسهل معرفتهم، فإن الخلط واللبس قد يشوب في كثير من الأحيان أعلام المستوى الأول، خصوصا حين يتعلق الأمر ببعض العلماء كالإمام القرافي الذي ساهم بشكل كبير في تطوير مقاصد الشريعة الإسلامية، سواء في "الفروق" في بعض الأبواب -تنظيرا -وكذلك في "الذخيرة" حين اعتمد المقاصد في الاستنباطات والترجيحات الفقهية. وفي كل الأحوال، فإن المتأمل في تاريخ المقاصد يمكنه الخروج باستنتاجات عدة، من بينها: إن المقاصد الشرعية شكلت بالنسبة للعلماء الأرضية المناسبة للإصلاح، وإحداث التحول المناسب للأمة الإسلامية، وتوجيهها للخروج من الأزمات التي كانت تعرفها، ويتضح ذلك بالخصوص عند الاطلاع أساسا على "غياث الأمم" بالنسبة للجويني، وبعض ما ذكره ابن تيمية في "الفتاوى"، وكذلك ما جاء في "الاعتصام" بالنسبة للشاطبي. إن أبرز المهتمين، بل المجتهدين الكبار الذين كانت بصمتهم واضحة في هذا المضمار يمكن تصنيفهم ضمن المذهب المالكي، مع عدم إغفال باقي العلماء من المذاهب الأخرى الذين ساهموا بقسط وافر في تطور هذا العلم. وقد يكون السبب وراء ذلك اختيارات المذهب المالكي من حيث أصول الفقه، التي يعتمدها في قراءته للنص الشرعي، وقدرته على استيعاب التحولات التي يعرفها الناس في أزمنة وأمكنة متنوعة. أبرز المجتهدين في مقاصد الشريعة الإسلامية يجمعهم قاسم مشترك، هو كونهم أشاعرة، مع لحاظ أن الأشاعرة ينكرون التعليل في العقيدة والكلام، في حين إن مبنى المقاصد الشرعية وأساسها هو التعليل في الأحكام الشرعية. هكذا يجد الباحث نفسه أمام بعض المكونات الثقافية التي ساهمت بشكل وافر في تطوير مقاصد الشريعة الإسلامية، مكون المذهب والقصد هنا المذهب المالكي، ومكون العقيدة وهو عقيدة الأشاعرة، هذان المكونان ربما لم يجتمعا في منطقة جغرافية أخرى مثل ما اجتمعا في بلاد المغرب. وقد يكون من أهم الأسباب التي دفعت المغاربة إلى البصم على حضور وازن وقوي في مجال البحث العلمي عامة، وفي الأصول خاصة، وبالضبط الطفرة المقاصدية التي أحدثوها أو ساهموا فيها ببلاد الإسلام ( ). |
---|