ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

السلطة القضائية على عهد ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه

المصدر: بحوث الندوة العلمية: ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه صحبة صادقة وخلافة راشدة
الناشر: الرابطة المحمدية للعلماء - مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين
المؤلف الرئيسي: علاوي، فاطمة الزهراء (مؤلف)
المجلد/العدد: ج1
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2013
مكان انعقاد المؤتمر: طنجة
الهيئة المسؤولة: مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين - الرابطة المحمدية للعلماء
الشهر: اكتوبر
الصفحات: 225 - 254
رقم MD: 728790
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

96

حفظ في:
المستخلص: يشكل القضاء حاجة ملحة وأساسية للحياة البشرية لا يمكن الاستغناء عنها، لذلك اجتهد الإنسان منذ خلقه الله تعالى في البحث عن وسائل تفي بحاجته الماسة إلى القضاء والعدل، حتى يأمن على نفسه وماله . وقد اهتمت الرسالات السماوية كلها بالقضاء، لكن الإسلام تميز بوضعه في مرتبة عليا، واعتبره أجل وظيفة بعد الخلافة التي يعتبر جزءا منها. وقد تولى النبي صلى الله عليه وسلم القضاء بنفسه، كما عين بعض صحابته قضاة، وبعد وفاته تولى الخلفاء الراشدون القضاء بأنفسهم، كما عينوا قضاة ينوبون عنهم في الأمصار البعيدة والحواضر الإسلامية الكبيرة، إذ قام القضاء الإسلامي بدوره كاملا، فأقام العدل ووفر الأمن والأمان في البلاد وللعباد، فكان مفخرة للأمة الإسلامية في تاريخها المشرق خلال قرون عديدة قبل أن تتسرب عوامل الانحطاط والتدهور إلى هذه الأمة . ويعتبر عهد ذي النورين رضي الله عنه امتدادا للعهد الراشدي المتميز بصلته بالعهد النبوي وقربه منه، وقد تولى عثمان رضي الله عنه قضاء المدينة بنفسه، وعين القضاة في الأمصار تارة، وترك أمر القضاء فيها للولاة أنفسهم يتولونه، أو يولون من يشاءون تارة أخرى، وهو أول من أنشأ فكرة المحكمة إذ يعد أول من اتخذ دارا للقضاء في الإسلام، كما خلف أحكاما واجتهادات ساهمت في تطوير المدارس الفقهية الإسلامية باجتهاداته الدالة على سعة اطلاعه، وغزارة علمه وعمق فهمه واستيعابه لمقاصد الشريعة الغراء، وفي هذا السياق تأتي هذه المداخلة لتسليط الضوء على ما سنه هذا الصحابي الجليل في مجال السلطة القضائية، ولعل النقاش الحاصل حاليا في المغرب حول إصلاح القضاء بمعالجة شمولية، يؤكد بإلحاح ضرورة رصد تفاصيل القضاء الإسلامي تصورا وممارسة، لاستكمال رؤية الإصلاح هاته، وبتأصيل ومد أي محاولة إصلاحية معاصرة للنظام القضائي. يشكل القضاء حاجة ملحة وأساسية للحياة البشرية لا يمكن الاستغناء عنها، لذلك اجتهد الإنسان منذ خلقه الله تعالى في البحث عن وسائل تفي بحاجته الماسة إلى القضاء والعدل، حتى يأمن على نفسه وماله . وقد اهتمت الرسالات السماوية كلها بالقضاء، لكن الإسلام تميز بوضعه في مرتبة عليا، واعتبره أجل وظيفة بعد الخلافة التي يعتبر جزءا منها، جاء في كتاب الله تعالى قوله عز وجل : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)، وقوله جل شأنه : (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَق)، وقوله سبحانه : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وقال عز وجل : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ). ومن السنة النبوية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر"، ويقول عليه الصلاة والسلام : "لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها". كما أجمع المسلمون على مشروعية نصب الإمام والحكم بين الناس، لأن ضرورة المجتمع تقتضيه لقطع المنازعات وإنصاف المظلوم من الظالم، وغير ذلك من المصالح التي لا تقوم إلا بإمام، ومعلوم أنه لا يمكنه القيام بما نصبه له بنفسه فيحتاج إلى نائب يقوم مقامه في ذلك وهو القاضي. وقد تولى النبي صلى الله عليه وسلم القضاء بنفسه، كما عين بعض صحابته قضاة، وبعد وفاته تولى الخلفاء الراشدون القضاء بأنفسهم، كما عينوا قضاة ينوبون عنهم في الأمصار البعيدة والحواضر الإسلامية الكبيرة، إذ قام القضاء الإسلامي بدوره كاملا، فأقام العدل ووفر الأمن والأمان في البلاد وللعباد، فكان مفخرة للأمة الإسلامية في تاريخها المشرق خلال قرون عديدة قبل أن تتسرب عوامل الانحطاط والتدهور إلى هذه الأمة. ويعتبر عهد ذي النورين امتدادا للعهد الراشدي المتميز بصلته بالعهد النبوي وقربه منه، وقد تولى عثمان رضي الله عنه قضاء المدينة بنفسه، وعين القضاة في الأمصار تارة، وترك أمر القضاء فيها للولاة أنفسهم يتولونه أو يولون من يشاءون تارة أخرى، وهو أول من أنشأ فكرة المحكمة إذ يعد أول من اتخذ دارا للقضاء في الإسلام، كما أنه أول من اتخذ صاحب شرطة، وخلف أحكاما واجتهادات ساهمت في تطوير المدارس الفقهية الإسلامية باجتهاداته الدالة على سعة اطلاعه، وغزارة علمه وعمق فهمه واستيعابه لمقاصد الشريعة الغراء. وقبل تفصيل الكلام في هذا الموضوع، لابد أن أعطي لمحة عن القضاء إلى عهد ذي النورين رضي الله عنه أولا، ثم أتطرق للحديث عن القضاء في عهده ثانيا.

عناصر مشابهة