المصدر: | وقائع الندوة الدولية: الشباب ثقافة |
---|---|
الناشر: | المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون - بيت الحكمة |
المؤلف الرئيسي: | يوسفي، آمال (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
تونس |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
مكان انعقاد المؤتمر: | تونس |
الهيئة المسؤولة: | المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" |
الصفحات: | 187 - 212 |
رقم MD: | 730533 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
حاولت الدراسة استعراض أهم المنطلقات النظرية والمنهجية للبحث في مظاهر التحضر والتغير الاجتماعي المتعلق بالممارسات الثقافية لدى الشباب، وذلك باستعراض لأهم النتائج التي استاقتها الدراسة الميدانية التي أجريت على إحدى المجتمعات الجزائرية. إن التطور سنة الحياة، والتطور العمراني يمهد ويواكب التطور الاجتمـاعي الذي يعكس مناحي عيش الأفراد وسلـوكياتهم وأدبياتهم، ومن هنا نفهم أن المحافظة على الموروث في إطـار الاستخدام الحديث والاستمرارية هو الشاهد على عـادات الفرد وأعرافه وأنماط معيشته وسكناه. فالتطور والتغير لا يمسان بمفهوم الحفاظ على الموروث، وإنما يتم ضمن أوليات تحفظ ما هو قابل للحياة وما تداعى وذهبت وظيفته وفائدته. لقد أوضحت الدراسة أن شكل التغير والتطوّر الذي حدث في الدول الغربية لا يمكننا تكراره بنفس الصورة، لأن هذه المجتمعات تكشف عن الاختلاف في البناءات الاجتماعية والخصائص الثقافية والإيديولوجية التي اختصت بها. وبناء على هذه التصورات كشفت الدراسة الميدانية عن بعض المتغيرات المتصلة بالمظاهر الحضرية. ومن أهم الاستنتاجات التأكيد على العديد من الظواهر الجديدة بحكم التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يشهدها المجتمع الجزائري على وجه الخصوص. وعمومـا يمكن القول إن الاستنتاجات الكبرى التي خلصت إليها هذه الدراسة تتمثل في كون الشباب متفاعل مع عصره وحركية المجتمع الذي ينتمـي إليـه، وبدا ذلك جليـا في تأثره بالوسائل الثقـافية المـنتشرة بـفضل الـفضائيات والصناعات الثقافية الالكترونية، وهذا يعتبر مؤشرًا إيجابيًّا، وهو دال على الانخراط في الحداثة وعدم الانغلاق. كما بينت الدراسة أن الممارسات الثقافية للشباب تتأثر بمستوى عيش الأسرة وكذا المستوى التعليمي للوالدين وهذان الأخيرين لهما الفضل في الاختيار والتوجيه سواء في المسار الحياتي أو الدراسي على حد سواء. أما علاقة الشباب بالترفيه والممارسات الثقافية لديهم فله علاقة وطيدة بالمحيط السكاني الذي يعيشون فيه، وهذا ما أكدته الاختلافات بين انتماء الشاب والحي السكني الذي ينتمي إليه. كما أظهرت الدراسة أن الشاب الحضري مدمن على القنوات الفضائية الأجنبية، الفرنسية منها دون العربية. وهو مُقبل بدرجات متمايزة ومتفاوتة على استخدام الإنترنت الذي أصبح لغة العصر، وعلى استخدام الجوال بنسبة عالية، وكذلك ارتياد المقاهي أو «صالونات الشاي» والاقبال على الملابس والأكلات الأجنبية. كما يلاحظ تأثر شريحة الشباب بالدعاية الإعلامية للمنتجات ذات الشهرة العالمية سواء في الملابس أو حتى المنتجات الغذائية والأكلات الأجنبية. كما بينت الدراسة أن الشباب الحضري يولـي عناية خاصة للـممارسات اليومية بالمظهر واللباس والهيئة وتسريحة الشعر، وتأثر معظمهم بتسريحة الرياضيين والفنانين. فـبذلك تؤكد الدراسة علـى انفتاح الشبـاب الحضري الجزائري على الحضارة المعاصرة وعلى مواكبة منتجاتها الثقافية المرتبطة خاصة بوسائل الاتصال الحديثة. إن اتجاه مجتمـع البحث نحو التحـضر قد ارتكز على بعض المتغيرات الـمادية وكذلك الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للأفراد والـتكيف مع مـجتمع الذي ينتمي إليه وما اكتسبه من أعراف وتقاليد، وبدا ذلك جليا في تغير بعض العادات الاجتماعية الممارسة وامتزاجها إلى حد ما بالطرق الجديدة في إحيائها. وهذا لا يعني أن الشباب في الجزائر قد ابتعدوا تماما عن عاداتهم بل بقيت عادات ما زالوا يحافظون عليها. |
---|