المستخلص: |
تتناول هذه الدراسة عمارة عمان كما جسدتها لوحات التشكيليين الأردنيين خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وذلك بهدف رصد دور الفن التشكيلي الأردني في توثيق الهوية العمرانية لمدينة عمان والتعريف بها. وفي سياق ذلك، تقوم الدراسة بتحليل ثمانية عشرة لوحة فنية نفذها فنانين تشكيليين أردنيين وفق أساليب المدرستين الواقعية والانطباعية لتسجيل ملامح العمارة في مدينة عمان، وهو ما دفع الباحثة لاختيار هذه الأعمال بعينها نظرا لقدرتها على تجسيد وتشكيل الذاكرة البصرية والمكانية لمدينة متحولة شهدت انتقالا سريعا ما بين الأصالة والمعاصرة، نتيجة عمليات التحديث التي ارتبطت غالبا بتطورات وتعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ليس في الأردن وحده، وإنما في الإقليم بأشمله. اتبعت الدراسة المنهجين الوصفي والتحليلي لتتبع عمارة عمان في لوحات التشكيليين الأردنيين. كما تضمنت استقراء موقف الفن التشكيلي من الحوار الجاري حول مفهوم الأصالة والمعاصرة، وانعكاس ذلك على الأعمال الفنية التي حاكت المشهد العمراني في مدينة عمان بمراحل تطوره المختلفة. وقد عكست أعمال التشكيليين موضوع الدراسة مراحل ذلك التطور، فسجل بعضها قراءة توثيقية للمشهد العمراني في مدينة عمان دون إضافة أو تحوير، بينما فتح بعضها الآخر الباب أمام إجراء قراءة نقدية للمشهد الثقافي -العمراني.
|