ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







عالم الصورة وصورة العالم في كتابة العمى : مدونة محمد البقلوطي منطلقا

المصدر: أعمال مهرجان الشعر العربي الحديث بتوزر في الشعر العربي الحديث
الناشر: اتحاد الكتاب التونسيين
المؤلف الرئيسي: الغريبي، خالد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2005
مكان انعقاد المؤتمر: تونس
الهيئة المسؤولة: اتحاد الكتاب التونسيين
الصفحات: 23 - 52
رقم MD: 735798
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

6

حفظ في:
المستخلص: هكذا نخلص إلى القول إن كتابة العمي في شعر البقلوطي، هي ظاهرة مخصوصة، اقترنت بطبيعة العمى ذاته: استفحلت تدريجيا وبدأت ستارة الظلمة الأبدية تنزل تدريجيا عليركح الحياة ليتسم العمى ببعد وجودي وتتهافت الأسئلة الدرامية ذات المنحى التراجيدي "لماذا أموت سريعا؟" ومما لاشك فيه وهذا ما تم رصده عبر متابعة مسيرة ما قبل العمى وأثناءه أن صورا قد أنتجتها اللحظة هي مكون طبيعي مرجعتين:أ‌- مرجعية الطفولة بمحنها والكهولة الأولى بعذاباتها وعشقها، حيث تتسلل مفردات الأم والصبا والموت مصاحبة لكل معاني الصبوة والرغبة في الالتذاذ. وستبرز هذه المعاني عير إنتاج أنواع من الصور: التشبيهية البسيطة، كما تبدت في مجموعته الأولى "موسم الحب" والاستعانة بمكوناتها الرمزية كما تنامت في مجموعتيه اللاحقتين.ب‌- مرجعية لحظة العمي بتراكمها في الزمن والجسد والذاكرة والمخيلة وما أفضت إليه من توليد صور، من جنس الصورة الانتشارية والصورة الكلية والصورة الممسرحة والصورة الدرامية وكلها نتاج لحظة العمى في أطواره المختلفة. وقد عللنا ذلك بنوع الخطاب الشعري وعلاماته الرامزة المحيطة في لا شعور النص وفى لا شعور الذات الكاتبة حيث غدا التعامل مع الخارج وأشيائه وفضائه المتعدد يتحقق عبر قدرة الذات على اختزان المشهد الكلي للذات في علاقتها مع الماضي أولا ومع الحاضر التراجيدي بصراعاته المكثفة ثانيا ومع المصير الغامض الذي تحول بدوره إلى فجيعة يختزلها سؤال كلى، لا يمكن إلا أن تنبثق عنه صورة كلية درامية، بعد أن انشغلت الذات في طور من أطوار البحث عن الخلاص بذاتها المتعينة في مرآة الأخر (الصاحب، الرفيق) عبر خطاب مونولوجي ينهض أسلوبا على لعبة نظام الضمائر ليتحقق ما أطلقنا عليه الصورة المرآوية.إن قارئ تجربة العمى كما عاشها الشاعر محمد البقلوطي من خلال نصوصه الشعرية، لا شك أنه يحس بأن أسئلة تظل تلاحقه، خصوصا إذا تنوعت المدونة لتشمل أنواعا أخرى من ذوات مبدعة أصابها عمي البصر وما أصابها عمى البصيرة: كيف يتعامل من ولد أعمى أو أصابه العمى في طور مبكر من الطفولة مع الصورة وكيف يشكلها ومن أي مادة ينسج عناصرها، كيف تكون صورة العالم في منظوره الخاص؟ صارحني مبدع أصابه العمى في طور مبكر جدا من حياته، والعهدة عليه فيما روى انه كان حين يحلم لا يرى صورا وإنما أصواتا. ألا يمدنا ذلك إلى وجه من وجوه الصورة المسموعة أو الإيقاعية التي تحفل بها الكثير من الكتابات المعاصرة؟ (دون إهمال مابه تختص الصورة في هذا المقام). أليس ذلك حافزا على النظر في نصوص أخرى من مدونة كتابة العمى؟

عناصر مشابهة