المصدر: | مجلة مدارات |
---|---|
الناشر: | جمعية مدارات معرفية |
المؤلف الرئيسي: | الجويلي، محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع19,20 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
تونس |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | صيف - خريف |
الصفحات: | 88 - 93 |
ISSN: |
0330-7565 |
رقم MD: | 744253 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ينبغي أن ننجز ما يشجع عليه التحليل بل الطب النفسي عمل الحداد. أن نسلم أولا بأن بورقيبة قد مات، جسدا وجزء من الرمز وليس الرمز كله على الأقل وأن نسلم بأنه فارقنا. من المعروف أن الموت يوقظ في الفرد والجماعة كذلك مشاعر بالذنب وبالحنين في ذات الوقت تجاه الفقيد علاوة على معاناة فراقه وأن مفارقته والانفصال عنه يتطلب عملا بسيكولوجيا شاقا أحد أهم عناصره هو التخلص من أمثلته أي نسيان عيوبه والاقتصار على استحضار ايجابياته والمبالغة فيها والارتقاء بها إلى مستوى المثال وهذا ما ينبغي أن نفعله مع بورقيبة ونحن نتطلع إلى زعيم جديد تعاقدي، لا أب ولا راعي ولا حنون (حنون مع زوجته وأطفاله)، زعيم يحكم وفق القانون وينجز مهامه حسب الدستور ثم ينصرف ليترك الوظيفة لغيره. هذا ما نريده فقط وليس أكثر من ذلك. العودة إلى يورقيبة هذه الأيام والكرنفال القداس الذي وقع في المنستير لإحياء ذكراه والتعلق به تعلق الطفل بتلابيب أبيه لا يدل فقط على أن البعض من نخبتنا لم يتخط بعد مرحلة الحداد بالمعنى البسيكولوجي للكلمة وإنما يعيد إنتاج الحنين إلى السلطة الأبوية الرعوية الحنونة تماما مثل عوام التونسيين الذين رفعوا منذ ثلاثين سنة "بورقيبة يا حنين والخبزة بثمانين" وهذا لا يمكن أن يؤدي إلا لعودة الديكتاتورية من جديد. أكثر من ذلك فإن هذا السلوك هو سلوك سلفي بامتياز. سلفية حداثية أو حداثوية تمجد بورقيبة السلف الصالح في مفارقة مع الثورة والتاريخ. |
---|---|
ISSN: |
0330-7565 |