520 |
|
|
|a يحاول هذا المقال التطرق إلى الأوضاع السياسية التي عاشتها الجزائر (المغرب الأوسط) أواخر الدولة الزيانية التي قامت على أراضيه, حيث كانت الجزائر تعيش أوضاعا جد مضطربة نتيجة محاولات المرينيين في المغرب الأقصى, والحفصيين في المغرب الأدنى التدخل في شؤونها الداخلية, والتلاعب بأقدارها ومصيرها, ومحاولة الإطاحة بها من كل جانب تمهيدا لاحتوائها, أضف إلى ذلك الصراع حول السلطة داخل البيت الزياني. إن هذه الوضعية التي آل إليها المغرب الأوسط في أواخر العهد الزياني من صراعات داخلية, وتدخلات مرينية وحفصية, وسيطرة القبائل على الكثير من المناطق, كل ذلك جعل شواطئ المغرب ومدنه على وجه الخصوص عرضة لتهديدات الجيوش الإسبانية وهجماته المتكررة, فنقلوا بذلك الحرب من أرض الأسبان إلى أرض بلاد المغرب الأوسط. وخنقوا بذلك الدولة الزيانية وهددوها, وزادت وحدة الدولة تصدعا, وضعف ملوك بنو زيان المتأخرين على مقاومتهم. وقد استعمل الأسبان كل الوسائل للتوغل داخل البلاد, فبعد أن كانت سيطرتهم لا تتعدى وهران وضواحيها القريبة, امتدت إلي أبعد من ذلك لا بقوة السلاح فقط, بل لعدم وعي ملوك بني زيان المتأخرين وشعورهم بالخطر المحدق بهم وبالتالي وأمام هذا الوضع المضطرب الذي عاشته الدولة كان ولابد من مواجهة هذا الخطر, فاستنجد الجزائريون بالعثمانيين الذين لبوا النداء للوقوف في وجه هذا الخطر الصليبي, وتمكنوا من تحرير سواحل الجزائر وتطهيرها من الخطر الإسباني وأصبحت الجزائر بعد سقوط الزيانيين ولاية عثمانية.
|