المستخلص: |
إن دواعي البحث في العلاقة بين الطوبونيميا والتاريخ ومنه البحث التاريخي، هي على الإجمال محاولة تريد أن تعرض لأهمية أداة تبحث في قيمة أسماء الأماكن وعلاقتها بالبحث التاريخي عبر الإجابة عن أسئلة لها قيمتها في البحث، أسئلة تساعد على إبداء ملاحظات عن تاريخ المجال اعتمادًا على اسمه أولاً، فهل يمكن اعتبار الطوبونيميا آلية من آليات البحث التاريخي بمقدورها أن تسهم في تجديده؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون عبارة عن محاولة يائسة؟ إن محاولة الإلمام بطبيعة العلاقة القائمة بين البحث التاريخي والطوبونيميا، هي محاولة تبحث في الصلة القائمة والجسور الممتدة بين الطوبونيميا والبحث في التاريخ، انطلاقًا من البحث في الكيفية التي يمكن للبحث التاريخي وهو يعتمد الأداة الطوبونيميا، أن يؤسس بها وعليها تلك العلاقة، وأن يكشف عن بعض الجوانب من ذاكرة المكان انطلاقا من اسمه، إنها خطوة نحو إعادة بناء ذاكرة المكان بإضاءة مكتسحة رامية للتعريف بأسماء الأماكن، خطوة لن تتحقق إلا بالاستناد على منهج علمي صارم يقوم على الدقة في توثيق المعلومة والرواية، والحفر في عمق النص المصدري عبر خطوات علمية واضحة، والتحليل المركز الساعي إلى البناء النظري عبر نماذج تمثل مظهرا من مظاهر الوعي بالمكان وذاكرته. لقد تأكد من خلال بعض الأبحاث المنجزة في الطوبونيميا، أن هذه الألية لها حضور وصلة بل ونتائج مشتركة مع أغلب الحقول المعرفية التي منها التاريخ، ذلك بأن البحث في التاريخ أثناء استرشاده بنتائج التحري الطوبونيمي، يكون قد أعلن عن عدم استثنائية العلاقة بن الطوبونيميا والبحث التاريخي من جهة، كما يكون قد جدد المناقشة في بعض المسلمات التي يلزم أن يكون فيها النقاش مستمرًا، إذ ليس ثمة موضوعية كاملة في كتابة التاريخ، نظرًا لكون البحث التاريخي الجيد لابد أن يحمل ذاتية كاتبه، لذلك كان البحث التاريخي بحث في الفاعلية المنتجة للمعرفة القابلة للتداول.
|