المستخلص: |
إن صناعة التاريخ لا تقوم أو تتألق إلا بالأمم الحية، التي تفكر وتبدع وتبتكر، لتطرز أمجادها بلونه الأبلج المشرق، وبهذا الوصف أو أرفع كانت الأمة العربية الإسلامية لها قصب السبق في نشر قيم النبل والحق والعدل، المستمدة من السماء، إذ اصطفاها الخالق جل وعلا، لحمل خاتمة رسالاته السماوية، فأصابها النجاح ما بقيت على المنهج القويم، ونالها الفشل بعد أن حادت عن الطريق، وبين الفوز والإخفاق جاءت قصة التسامح العربي الإسلامي مع كل الأقليات الذين شاركوا الأمة حياتها، وأسهموا تحت ظلالها في رقيها وازدهارها القيمي والعلمي والحضاري. وتتناول هذه الدراسة التسامح العربي الإسلامي مع اليهود في عموم بلاد العرب، مع ذكر أهم مراكز استيطانهم في الأندلس، وأحوال اليهود في الأندلس قبل الفتح وبعده مشفوعًا بمجمل نشاطهم المعرفي والعلمي. وقد توصل البحث إلى عدة نتائج واستنتاجات أهمها؛ أن اليهود عاشوا عهودًا من الظلم والتعسف والإقصاء مع عموم الملل والأمم التي حكمت الأندلس قبل العرب المسلمين، وقد أستبشر اليهود خيرًا بمقدم الفاتحين الجدد وتعاونوا معهم مع وصول طلائع جيشهم، وأسهموا في حراسة وحماية المدن المفتوحة بإشراف وعناية المسلمين.
|