المستخلص: |
إن الجدران الدفاعية وخصوصا جدران الحجارةِ الجافّةِ لم تنل الاهتمام الكافي من حيث المواد المستخدمة فيها وتقنيات تنفيذها والاختلافات في طرق التنفيذ بين مكان وأخر, مع العلم من انتشار هذه الجدران في أماكن مختلفة في العالم, ورغم وجود بعض الدراسات التي تناولت دراسة الجدران الدفاعية إلا أن تلك الدراسات لم تركز على عمليات الترميم لجدران الحجارةِ الجافّةِ لذلك أتت هذه الدراسة لتلقي الضوء بشكل عام على مواد البناء وتقنيات البناء, لأن فهم المواد والتقنيات القديمة أمر جوهري قبل إجراء أي عملية حماية لمساهمته كثيرا في تنفيذ الترميم المناسب خلال إدارة حفظ المواقع الأثرية, ومن بين كل العناصر الإنشائية في المبنى تحتل مادة المونة أهمية خاصة لعدة أسباب فهي تمثل الجزء الأضعف في الجدران الدفاعية وهي حساسة جدا لتأثير العوامل الجوية أكثر من بقية عناصر البناء. هذه الأطروحة تقوم بمناقشة ترميم الجدران الدفاعية ضمن فترة العصر البرونزي المبكر, حالة دراسة لموقع خربة البتراوي , وبدأت هذه الدراسة من خلال عملية متكاملة ابتدأت بدراسات أثرية عن بعض الجدران الدفاعية المنتشرة في الأردن وفلسطين ومن ثم دراسة عامة للمونات المستخدمة وخواصها والطرق العلمية الحديثة في تحليل واختبار العينات القديمة والحديثة للمونات. تم أخذ عينات للمونة القديمة والحديثة من بين الجدران الدفاعية في خربة البتراوي و عينات للمونة القديمة في كل من موقع النميرة وباب الذراع وتمت دراستها وتحليلها وبناءا على نتائج تلك الدراسات تم التوصل إلى معظم المعلومات بتراكيب تلك المواد وأسباب التلف والإحتياجات الرئيسية للترميم ومواصفات التقنيات القديمة من خلال التجارب المخبرية وكيفية التعامل مع مونات الترميم بشكل نظري وعملي للعلماء والحرفيين لأخذها بعين الإعتبار أثناء عمليات حفظ المواقع الأثرية وخاصة الجدران الدفاعية جدران الحجارة الجافة أو جدران الأنقاض. وبناءا على هذه النتائج التي تم التوصل اليها لابد من دراسات مستقبلية تدعم هذا البحث الذي يطرح لأول مرة مشكلة ترميم الجدران الدفاعية للحجارة الجافة أو جدران الأنقاض , لتقوم بإيجاد مواد مشابهة للمونات القديمة بتراكيبها وخواصها لاستخدامها في عمليات الترميم.
|