المستخلص: |
عاش ابن الأعرابي زمن الدولة العباسية، إبّان امتزاج العرب بغيرهم من الشعوب، مما أفرز تنوعاً ثقافياً في مجالات شتى، فكانت تلك البيئة العلمية ذات أثر كبير في تنمية عقلية أبي عبد الله. ونتيجة اختلاط العرب بغيرهم من العجم تفشى اللحن، فكان أحد الأسباب التي دعت العلماء إلى الاهتمام باللغة بوضع مقاييس تضبطها، فكان أن حظي اللغويون بعناية الباحثين المحدثين برصد إنجازاتهم اللغوية،وتحقيق لغتهم، غير أن ابن الأعرابي لم يحظ بالاهتمام الذي يستحق، فرأيت أن أكتب عنه، وأسدّ ثغرة في المكتبة العربية، فجاءت رسالتي هذه في أربعة فصول، صدّرتها بتمهيد عن الحياة في العصر العباسي. أما الفصل الأول فيتحدث عن حياة ابن الأعرابي، وكيف تشكلت ثقافته، حتى أصبح علماً يشار إليه بالبنان. ثم انتقلت إلى الحديث عن أسرته التي لا تسعفنا عنها المصادر إلا بالنزر القليل. والفصل الثاني، تحدث عن آثاره وكتبه، التي لم يصل إلينا منها سوى القليل. أما الفصلان الثالث والرابع، فتناولت فيهما مروياته ومصادره التي استقى منها علمه،كما أشرت الحلقات العلمية التي كان يرتادها، وبينت طرق روايته للمعلومات، ووضحت مواقفه من بعض الظواهر اللغوية المختلفة، و نوّهت بجهوده في خدمة العربية.
|