ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







سعادة الأمة في الإعتصام بالكتاب و السنة

المصدر: التوحيد
الناشر: جماعة أنصار السنة المحمدية
المؤلف الرئيسي: الجنيدي، عبدالله بن شاكر (مؤلف)
المجلد/العدد: س43, ع506
محكمة: لا
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2013
التاريخ الهجري: 1435
الشهر: ديسمبر / صفر
الصفحات: 2 - 5
رقم MD: 749154
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

64

حفظ في:
المستخلص: ويتبين من مجموع هذه الأحاديث وجوب ملازمة جماعة المسلمين، وأن اجتماعهم حق، وفيها بشرى هؤلاء المجتمعين بالجنة، والنجاة من النار، وقد فهم ذلك شراح هذه الأحاديث، فابن عبد البر (رحمه الله) بعد أن ساق شطرا منها علق عليها بقوله: ((الآثار المرفوعة في هذا الباب كلها تدل على أن مفارقة الجماعة وشق عصا المسلمين، والخلاف على السلطان المجتمع عليه، يريق الدم ويبيحه، ويوجب قتال من فعل ذلك، فإن قيل: كيف هذا وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله))، فمن قال: لا إله إلا الله حرم دمه؟ قيل لقائل ذلك: لو تدبرت قوله في الحديث: (إلا بحقها)، لعلمت أنه بخلاف ما ظننت، ألا ترى أن أبا بكر الصديق قد رد على عمر ما نزع به من هذا الحديث، وقال: من حقها الزكاة، ففهم عمر ذلك من قوله وانصرف إليه، وأجمع الصحابة عليه، فقاتلوا مانعي الزكاة كما قاتلوا أهل الردة، وسماهم بعضهم أهل ردة على الاتساع؛ لأنهم ارتدوا عن أداء الزكاة، ومعلوم مشهور عنهم أنهم ما قالوا: ما تركنا ديننا، ولكن شححنا على أموالنا، فكما جاز قتالهم عند جميع الصحابة على منعهم الزكاة، وكان ذلك عندهم في معنى قوله عليه السلام: (إلا بحقها)، فكذلك من شق عصا المسلمين وخالف إمام جماعتهم وفرق كلمتهم؛ لأن الغرض الواجب اجتماع كلمة أهل دين المسلمين على من خالف دينهم من الكافرين، حتى تكون كلمتهم واحدة، وجماعتهم غير مفترقة، ومن الحقوق المريقة للدماء، المبيحة للقتال: الفساد في الأرض، وقتل النفس، وانتهاب الأهل والمال، والبغي على السلطان، والامتناع من حكمه، هذا كله داخل تحت قوله: (إلا بحقها)، كما يدخل في ذلك الزاني المحصن، وقاتل النفس بغير حق، والمرتد عن دينه. [التمهيد 21/282]. وبالطبع هذا كلام يحتاج إلى تفصيل فليرجع إليه في مظانه من كلام أهل العلم. وقد عقد الآجري بابا عنونه بقوله: باب ذكر أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بلزوم الجماعة وتحذيره إياهم من الفرقة، ثم ساق بعضا من الأحاديث الدالة على ذلك، وختم الكلام بقوله: ((علامة من أراد الله به خيرا: سلوك هذا الطريق؛ كتاب الله، وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وسنة أصحابه (رضي الله عنهم)، ومن تبعهم بإحسان، وما كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد، إلى آخر ما كان من العلماء مثل: الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، ومن كان على مثل طريقتهم، ومجانبة كل مذهب يذمه هؤلاء العلماء)). [الشريعة 1/301]. قلت: ومن أراد أن تشمله رحمة الله فعليه بلزوم الجماعة، قال قتادة (رحمه الله): ((أهل رحمة الله أهل الجماعة))، وإن تفرقت ديارهم وأبدانهم، وأهل معصيته أهل فرقة وإن اجتمعت ديارهم وأبدانهم)). [تفسير ابن كثير 2/627]. ويفهم هذا أيضا من قول النبي (صلى الله عليه وسلم) كما سبق في بعض الأحاديث: ((ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)). قال الشيخ عبد المحسن البدر في شرحه لهذه الجملة: ((ذكرت هذه الجملة بعد الخصلة الثالثة من الخصال الثلاث، وهي لزوم جماعة المسلمين، لبيان الفائدة التي يستفيدها الملازم للجماعة، وهي: أن يكون له حظ ونصيب من دعواتهم، والمعنى: أن دعوة المسلمين تحدق بهم وتحفهم من جميع جوانبهم، فمن لازم الجماعة كان له نصيب في دعوات المسلمين الصادرة من أفرادهم لعمومهم)). [انظر رسائل الشيخ 3/463]. فعلى جميع المسلمين أن يتجردوا من كل هوى وعصبية، وأن يكون منهجهم في العلم، والدعوة، والتربية والسلوك على ما كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، فهو الذي يجمع القلوب ويوجد الكلمة، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها، كما قال الإمام مالك بن أنس، والأمة اليوم أحوج ما تكون إلى الاجتماع وجمع الكلمة على المنهج الرباني المحمدي، وهي لزوم الكتاب والسنة والسير وفق منهاج النبوة، ومن خالف هذا الطريق فهو متوعد بعذاب الجحيم، قال تعالى: ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)) [النساء: 115].

عناصر مشابهة