المستخلص: |
تناولت هذه الرسالة فن الإبيجراما في النثر العربي الحديث. متخذة من بعض كتب التراث وكتاب (جنّة الشوك ) لطه حسين, وكتاب (رمل وزبد) لجبران خليل جبران, وكتاب آخر كلمات العقاد وبعض كتب إبراهيم الكوني الإبيجراميّة, أنموذجا للدراسة.هادفة إلى إثبات وجود فن الإبيجراما النثرية قديما قبل ما كتبه طه حسين في كتابه (جنة الشوك ).ترجع أهميّة الدراسة إلى أنّ هذا الفنّ لم يهتمّ فيه كثير من النقّاد في الوطن العربي على الرغم من وجود كثير ممّن كتبه. قُسّمت هذه الدراسة إلى تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة. تناولتُ في التمهيد التعريف بفنّ الإبيجراما بالاستعانة بالموسوعات والمعاجم الغربية والعربيّة. إضافة إلى حديث بعض النقاد العرب عنها, وعلاقتها بفنّ الحكمة, وأبرز سماتها الفنيّة. وفي الفصل الأوّل الذي عُنونَ بـ ( فن الابيجراما قبل طه حسين ), بحثت في التراث العربي القديم, من أقوال الصحابة والتابعين, ووصولا إلى كتب الأمثال والحكم والتوقيعات, إضافة لكتاب (رمل وزبد) لجبران خليل جبران. وناقشت عدة نصوص من كلّ منها للاستدلال على وجود سمات تتلاقى مع مصطلح الإبيجراما الحديث في نصوص التراث. وفي الفصل الثانيّ, وعنوانه ( فن الإبيجراما عند طه حسين ), توجَّهتْ إلى دراسة كتاب طه حسين (جنّة الشوك ), متناولة ما قاله في مقدمته النظريّة عن الإبيجراما بالتحليل, وإثبات ما إذا كانت نصوص كتابه تنتمي لهذا الفن أم لا, وذلك من خلال تناول بعض تلك النصوص بالتحليل الأدبي والفني. وفي الفصل الثالث, وعنوانه (فن الإبيجراما بعد طه حسين ), بحثت عن كتّاب معاصرين له, وتناولت بالدراسة كتاب (الكلمات الأخيرة للعقاد ), ذلك لأنه كتب نصوصا تستحق اطلاق مفهوم الابيجراما النثرية عليها, وذلك من خلال تحليل نصوص متنوعة متفرقة منه, ومحاولة رصد أبرز السمات الفنيّة والأسلوبية. ثمّ تناولت الدراسة كاتبا مازال من محدثي هذا العصر, وقد برع في كتابة فن الابيجراما, وهو إبراهيم الكوني, حيث اتخذت بعض الكتب الإبيجرامية له مثل: كتاب صحرائي الكبرى, وكتاب أبيات, وكتاب سأسرّ بأمري لخلاني الفصول وغيرها من كتبه الشذريّة, مادة للولوج إلى السمات الفنيّة التي يمكن أن نحكم من خلالها على نصوص كتبه أنّها تمثّل الإبيجراما النثرية العربية الحديثة. وفي نهاية البحث, أرفقت خاتمة سجلت فيها أهمّ النتائج التي توصلت إليها, فيما يتعلّق بأوّلية كتابة طه حسين لفن الإبيجراما النثرية ,حيث كانت الإبيجراما فنا عفويا وجد عند العرب قديما, وكان الاختلاف في المصطلح فقط.وقد اتبعت في هذا البحث المنهج الفنّي.
|