المستخلص: |
البدعة ومفهومها، هو واحد من أخطر وأدق وأهم المباحث الإسلامية العالمية، مثلما هو واحد من أكثرها إشكالية وتوترا وحساسية، خاصة بسبب التعامل التجزيئي التعضوي التفتيتي مع نصوص كتاب الله وسنة ورسوله المتعلقة به، حيث -للأسف -كثيرا ما ينظر إلى هذه النصوص جميعا بلا كليات تفهم في ضوئها، وبلا ناظم يجمعها، وبلا تنسيق وجع وتوليف لدلالاتها بعضها مع بعض، وبلا إدراك لشبكة العلاقات الكثيفة، وبعيدة الغور، بين هذه النصوص بعضها وبعض (.. إلخ). ولما كان ذلك كذلك، انتدبنا أنفسنا لتجليه هذه "القضية المحورية"، متتبعين ومتدبرين: — لما ورد بخصوصها في كتاب الله المجيد من آيات كريمات في سور الحديد، والأحقاف، والبقرة، والأنعام، ويونس، والنحل.. مكونين -من خلال هذا التتبع والتدبر - رؤية قرآنية كلية شاملة بهذا المخصوص. — ثم لما ورد بخصوصها في التطبيق النبوي لهذا البلاغ القرآني؛ أحاديث؛ "من أحدث في أمرنا هذا"، و"قوم يستنون بغير سنتي"، و"كل بدعة ضلالة"، و "من دعا إلى ضلالة "، و"عليكم بسنتي"، و"من أحدث في المدينة حدثا"، و "إنك لا تدري ما احدثوا بعدك".. فاقهين هذه الأحاديث في ضوء الرؤية القرآنية أولا، وفي ضوء ضم هذه الأحاديث بعضها إلى بعض ثانيا، وفي ضوء سياق وملابسات ومعاني كل حديث منها على حدة ثالثا. مع حرصنا، في كل خطوة من خطواتنا، على المناقشة المعرفية، الصريحة أو الضمنية، لما قد يحتمل إيراده من اعتراضات أو استشكالات على اجتهاداتنا بهذا الخصوص.
|